المنشورات
الأعشى والمحلق
وقد كان المحلق بن حنتم بن شدّاد خاملا لا يذكر، حتى طرقه الأعشى في فتية وليس عنده إلا ناقة، فأتى أمّه فقال: إنّ فتية طرقونا الليلة. فإن رأيت أن تأذني في نحر الناقة! قالت: نعم يا بني. فنحرها واشترى لهم ببعض لحمها شرابا، وشوى لهم بعض لحمها، فأصبح الاعشى ومن معه غادين، فلم يشعر المحلّق حتى أتته القصيدة التي أوّلها:
أرقت وما هذا السّهاد المؤرّق ... وما بي من سقم وما بي معشق
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوء نار في بقاع تحرّق «1»
تشبّ لمقرورين يصطليانها ... وبات على النار النّدى والمحلق «2»
رضيعي لبان ثدي أم تقاسما ... بأسحم داج عوض لا نتفرّق «3»
ترى الجود يسري سائلا فوق وجهه ... كما زان متن الهندو انّي رونق
فلما أتته القصيدة جعلت الاشراف تخطب اليه، ويقول القائل:
وبات على النار الندى والمحلق
وقوله: «تقاسما بأسحم داج» ، يقول: تحالفا على الرماد، وهذا شيء تفعله الفرس لئلا يفترقوا أبدا. والعوض: الدهر.
مصادر و المراجع :
١- العقد الفريد
المؤلف: أبو عمر،
شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد
ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)
الناشر: دار
الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى،
1404 هـ
14 مايو 2024
تعليقات (0)