المنشورات

عبد الملك وكثير

سمر عبد الملك بن مروان ذات ليلة وعنده كثيّر عزة، فقال له: أنشدني بعض ما قلت في عزة. فأنشده إلى هذا البيت:
هممت وهمّت، ثم هابت وهبتها ... حياء، ومثلي بالحياء حقيق
فقال له عبد الملك: أما والله لولا بيت أنشدتنيه قبل هذا لحرمتك جائزتك! قال: ولم يا أمير المؤمنين؟ قال: لأنك شركتها معك في الهيبة، ثم استأثرت بالحياء دونها. قال: فأي بيت عفوت عني به يا امير المؤمنين؟ قال قولك:
دعوني لا أريد بها سواها ... دعوني هائما فيمن يهيم
ومما أدرك على الحسن بن هانىء قوله في وصف الاسد حيث يقول:
كأنما عينه إذا التفتت ... بارزة الجفن عين مخنوق
وإنما يوصف الاسد بغؤور العينين، كما قال العجاج:
كأن عينيه من الغئور ... قلتان حوجلتا قارور «1»
وقال أبو زبيد:
كأن عينيه نقباوان في حجر
ومن قولنا في وصف الاسد ما هو أشبه به من هذا:
ولربّ خافقة الذوائب قد غدت ... معقودة بلوائه المنصور
يرمي بها الآفاق كلّ شر نبث ... كفاه غير مقلم الأظفور «2»
ليث تطير له القلوب مخافة ... من بين همهمة له وزئير
وكأنما يومي إليك بطرفه ... عن جمرتين بجملد منقور «1»











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید