المنشورات

الحسن البصري والفرزدق

وكان الفرزدق يجلس الى الحسن البصري، وجرير يجلس إلى ابن سيري؛ لتباعد ما بين الرجلين- وكان موتهما في عام واحد، وذلك سنة عشر ومائة- فبينما الفرزدق جالس عند الحسن، إذ جاءه رجل فقال: يا أبا سعيد، إنا نكون في هذه البعوث والسرايا، فنصيب المرأة من العدوّ وهي ذات زوج، أفتحل لنا من غير أن يطلقها زوجها؟
قال الفرزدق: قد قلت أنا مثل هذا في شعري. قال الحسن: وما قلت؟ قال:
قلت:
وذات حليل أنكحتها رماحنا ... حلال لمن يبني بها لم تطلّق
قال الحسن: صدقت.
ثم أقبل إليه رجل آخر، فقال: يا ابا سعيد، ما تقول في الرجل يشك في الشخص يبدو له فيقول: والله هذا فلان! ثم لا يكون هو: ما ترى في يمينه؟ فقال الفرزدق:
وقد قلت أنا مثل هذا. قال الحسن: وما قلت؟ قال: قلت:
ولست بمأخوذ بقول تقوله ... إذا لم تعنه عاقدات العزائم
قال الحسن: صدقت.
عباد ورؤبة بين زوجين استعدت امرأة على زوجها عباد بن منصور، وزعمت أنه لا ينفق عليها، فقال لرؤبة: احكم بينهما. فقالت
فطلّق إذا ما كنت لست بمنفق ... فما الناس إلا منفق أو مطلّق











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید