المنشورات

التعاقب والتراقب

وبعذ ذا تعاقب الجزءين ... في السببين المتقابلين
لا يسقطان جملة في الشعر ... فإنّ ذاك من أشدّ الكسر
ويثبتان أيّما ثبات ... وذاك من سلامة الأبيات
وإن ينل يعضهما إزاله ... عاقبه الآخر لا محاله
فكل ما عاقبه ما قبله ... سمي صدرا فافهمنّ أصله
وكلّ ما عاقبه ما بعده ... فهو يسمّى عجزا فعدّه
وإن يكن هذا وذا معاقبا ... فهو يسمّى طرفين واجبا
يدخل في الميديد والخفيف ... والرّمل المجزوء والمحذوف
ويدخل المجتث أيضا أجمعه ... ولا يكون في سوى ذي الأربعه
والجزء إذ يخلو من التعاقب ... فهو بريء غير قول الكاذب
وهكذا إن قسته التعاقب ... وليس مثل ذلك التراقب
لانه لم يأت من جزءين ... في السببين المتجاورين
لكنه جاء بجزء واحد ... في أول الصدر من القصائد
والسببان غير مزحوفين ... في جزئه وغير سالمين
إن زال هذا كان ذا مكانه ... فاسمع مقالي وافهمن بيانه
فهكذا التراقب الموصوف ... وكله في شطره معروف
يدخل أولّ المضارع السبب ... وبعده يدخل صدر المقتضب










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید