المنشورات

شطر المديد: وهو مجزوء كله

له ثلاثة أعاريض وستة ضروب، فالعروض الاول منها مجزوء وله ضرب مثله؛ والعروض الثاني محذوف لازم الثاني، له ثلاثة ضروب لازمة الثاني: ضرب مقصور لازم الثاني، وضرب محذوف لازم الثاني، وضرب أبتر لازم الثاني؛ والعروض الثالث محذوف مخبون وله ضربان: ضرب مثله، وضرب أبتر لازم الثاني.
العروض المجزوء والضرب المجزوء
يا طويل الهجر لا تنس وصلي ... واشتغالي بك عن كلّ شغل
يا هلالا فوق جيد غزال ... وقضيبا تحته دعص رمل «1»
لا سلت عاذلتي عنه نفسي ... أكثري في حبّه أو أقلّي
شادن يزهي بخدّ وجيد ... مائس فاتن حسن ودلّ»
«ومتى مايع منك كلاما ... يكلّم فيجبك بعقل»
تقطيعه:
فعلاتن، فعلن، فعلاتن، ... فعلاتن، فعلن، فعلاتن
العروض المحذوف اللازم الثاني والضرب المقصور اللازم الثاني
يا وميض الرق بين الغمام ... لا عليها بل عليك السلام
إنّ في الاحداج مقصورة ... وجهها يهتك ستر الظلام
تحسب الهجر حلالا لها ... وترى الوصل عليها حرام
ما تأسّيك لدار خلت ... ولشعب شتّ بعد التئام
«إنما ذكرك ما قد مضى ... ضلّة مثل حديث المنام»
تقطيعه:
فاعلاتن، فعلن، فاعلن ... فاعلاتن، فعلن، فاعلان
الضرب المحذوف اللازم الثاني
عتب ظلت له عاتبا ... ربّ مطلوب غدا طالبا
من يتب عن حب معشوقه ... لست عن حبّي له تائبا
فالهوى لي قدر غالب ... كيف أعصي القدر الغالبا
ساكن القصر ومن حلّه ... أصبح القلب بكم ذاهبا
«اعلموا أني لكم حافظ ... شاهدا ما عشت أو غائبا»
تقطيعه:
فاعلاتن، فاعلن، فاعلن ... فاعلاتن، فاعلن، فاعلن
الضرب الابتر
أيّ تفّاح ورمّان ... يجتنى من خوط ريحان «1»
أيّ ورد فوق خدّ بدا ... مستنيرا بين سوسان
وثن يعبد في روضه ... صيغ من درّ ومرجان «2»
من رأى الذّلفاء في خلوة ... لم ير الحدّ على الزّاني! «3»
«إنما الذّلفاء ياقوتة ... أخرجت من كيس دهقان» «4»
تقطيعه:
فاعلاتن، فاعلن، فاعلن ... فاعلاتن، فاعلن، فعلن
العروض المجزوء المحذوف والمخبون ضربه
من محب شفّه سقمه ... وتلاشى لحمه ودمه
كاتب حنّت صحيفته ... وبكى من رحمة قلمه
يرفع الشكوى إلى قمر ... ينجلي عن وجهه ظلمه
من لقرن الشمس جبهته ... وللمع البرق مبتسمه
خلّ عقلي يا مسفّهه ... إنّ عقلي لست أتهمه
«للفتى عقل يعيش به ... حيث تهدي ساقه قدمه»
تقطيعه:
فاعلاتن، فاعلن، فعلن ... فاعلاتن، فاعلن، فعلن
الضرب الابتر اللازم الثاني
زادني لومك أضرارا ... إنّ لي في الحب أنصارا
طار قلبي من هوى رشإ ... لو دنا للقلب ما طارا «1»
خذ بكفّي لا أمت غرقا ... إنّ بحر الحبّ قد فارا
أنضجت نار الهوى كبدي ... ودموعي تطفىء النارا
«ربّ نار بتّ أرمقها ... تقضم الهنديّ والغارا» «2»
تقطيعه:
فاعلاتن، فاعلن، فعلن ... فاعلاتن، فاعلن، فعلن
يجوز في حشو المديد: الخبن، والكف، والشكل، فالمخبون: ما ذهب ثانيه الساكن، والمكفوف: ما ذهب سابعه الساكن، والمشكول: ما ذهب ثانيه وسابعه الساكنان، وهو اجتماع الخبن والكف في فاعلاتن.
ويدخله التعاقب في السببين المتقابلين بين النون من «فاعلاتن» والالف من «فاعلن» لا يسقطان جميعا، وقد يثبتان، فما عاقبه ما قبله فهو صدر، وما عاقبه ما بعده فهو عجز، وما عاقبه وما قبله وما بعده فهو طرفان، وما لم يعاقبه شيء فهو بريء، والمقصور: ما ذهب آخر سواكنه وسكن آخر متحرّكاته من السبب، والابتر:
ما حذف ثم قطع.










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید