المنشورات

شطر الرمل

الرمل له عروضان وستة ضروب، فالعروض الأول محذوف جائز فيه الخبن، له ثلاثة ضروب: ضرب متمّم، وضرب مقصور جائز فيه الخبن، وضرب محذوف مثل عروضه، والعروض الثاني مجزوء له ثلاثة ضروب: ضرب مسبّغ، وضرب مجزوء مثل عروضه الجائز فيه الخبن، وضرب محذوف جائز. فيه الخبن.
العروض المحذوف الجائز فيه الخبن لضرب المتمم
أنا في الّلذات مخلوع العذار ... هائم في حب ظبي ذي احورار «1»
صفرة في حمرة في خدّه ... جمعت روضة ورد وبهار
بأبي طاقة آس أقبلت ... تتثنّى بين حجل وسوار
قادني طرفي وقلبي للهوى ... كيف من طرفي ومن قلبي حذاري
«لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغضّبان بالماء اعتصاري»
تقطيعه:
فاعلاتن، فاعلاتن، فعلن ... فاعلاتن، فاعلاتن، فاعلاتن
الضرب المقصور
يا مدير الصّدغ في الخدّ الأسيل ... ومجيل السّحر بالمطّرف الكحيل
هل لمحزون كئيب قبلة ... منك يشفي بردها حرّ الغليل
وقليل ذاك إلّا أنه ... ليس من مثلك عندي بالقليل
بأبي أحور غنّى موهنا ... بغناء قصّر الليل الطويل
«يا بني الصّيداء ردّوا فرسي ... إنما يفعل هذا بالذّليل»
تقطيعه:
فاعلاتن، فاعلاتن، فعلن ... فاعلاتن، فعلاتن، فاعلات
الضرب المحذوف
شادن يسحب أذيال الطّرب ... يتثنّى بين لهو ولعب «1»
بجبين مفرغ من فضّة ... فوق خدّ مشرب لون الذهب
كتب الدمع بخدّي عهده ... للهوى والشوق يملي ما كتب
ما لجهلي ما أراه ذاهبا ... وسواد الرأس مني قد ذهب
«قالت الخنساء لمّا جئتها ... شاب بعدي رأس هذا واشتهب» »
تقطيعه:
فاعلاتن، فاعلاتن، فاعلن ... فاعلاتن، فاعلاتن، فاعلن
العروض المجزوء. الضرب المسبع
يا هلالا في تجنّيه ... وقضيبا في تثنّيه
والذي لست أسمّيه ... ولكني أكنّيه
شادن ما تقدر العين ... تراه من تلاليه
كلّما قابله شخص ... رأى صورته فيه
«لان حتى لو مشى الذّ ... رّ عليه كاد يدميه»
تقطيعه:
فاعلاتن، فاعلاتن ... فعلاتن، فاعلاتان
الضرب المجزوء
يا هلالا قد تجلّى ... في ثياب من حرير
وأميرا بهواه ... قاهرا كلّ أمير
ما لخدّيك استعارا ... حمرة الورد النضير
ورسوم الوصل قد ... ألبستها ثوب دثور «1»
«مقفرات دارسات ... مثل آيات الزبور»
تقطيعه:
فاعلاتن، فاعلاتن ... فاعلاتن، فاعلاتن
الضرب المجزوء المحذوف الجائز فيه الخبن
يا قتيلا من يده ... ميّتا من كمده «2»
قدحت للشوق نارا ... عينه في كبده
هائم يبكي عليه ... رحمة ذو حسده
كلّ يوم هو فيه ... مستعيد من غده
«قلبه عند الثّريّا ... بائن عن جسده» «3»
تقطيعه:
فاعلاتن، فاعلاتن ... فاعلاتن، فعلن
يجوز في الرمل من الزحاف: الخبن، والكف، والشكل، فالخبن فيه حسن والكف فيه صالح، والشكل فيه قبيح، وقد فسرنا المكفوف والمخبون.
فأما المشكول فهو ما ذهب ثانيه وسابعه الساكنان.
ويدخله التعاقب في السببين المتقابلين على حسب ما يدخل في المديد، ويدخله من العلل: الحذف، والقصر، والإسباغ، وقد فسرنا المحذوف والمقصور، وأما المسبغ فهو ما زاد على اعتدال جزئه حرف ساكن مما يكون في آخره سبب خفيف، وذلك «فاعلاتن» يزاد عليها حرف ساكن فيكون «فاعلاتان» .
[تمت الدائرة الثالثة] .











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید