المنشورات

شطر الخفيف

الخفيف له ثلاثة اعاريض وخمسة ضروب:
فالعروض الاول منه تامّ له ضربان: ضرب يجوز فيه التشعيث، وضرب محذوف يجوز فيه الخبن.
والعروض الثاني جائز فيه الخبن. وله ضرب مثله.
والعروض الثالث مجزوء، له ضربان: ضرب مثله مجزوء، وضرب مجزوء مقصور مخبون.
العروض التامّ. الضرب التامّ الجائز فيه التشعيث
أنت دائي وفي يديك دوائي ... يا شفائي من الجوى وبلائي
إنّ قلبي يحبّ من لا أسمّي ... في عناء أعظم به من عنائي
كيف لا كيف أن ألذّ بعيش ... مات صبري به ومات عزائي
ايها اللائمون ماذا عليكم ... أن تعيشوا وأن أموت بدائي
«ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميّت الأحياء»
تقطيعه:
فاعلاتن، متفعلن، فعلاتن ... فاعلاتن، متعفلن، مفعولن
الضرب المحذوف يجوز فيه الخبن
ذات دلّ وشاحها قلق ... من ضمور وحجلها شرق «1»
بزّت الشمس نورها، وحباها ... لحظ عينيه شادن خرق «2»
ذهب خدّها يذوب حياء ... وسوى ذاك كلّه ورق
إن أمت ميتة المحبّين وجدا ... وفؤادي من الهوى حرق
فالمنايا من بين غاد وسار ... كلّ حيّ برهنها غلق
تقطيعه:
فاعلاتن، مستفعلن، فاعلاتن ... فاعلاتن، متفعلن، فعلن
الضرب المحذوف الجائز فيه الخبن ضربه مثله
يا غليلا كالنار في كبدي ... واغتراب الفؤاد عن جسدي
ليت من شفني هواه رأى ... زفرات الهوى على كبدي
غادة نازح محلّتها ... وكلتني بلوعة الكمد «1»
«ربّ خرق من دونها قذف ... ما به غير الجنّ من أحد»
تقطيعه:
فاعلاتن، مستفعلن، فعلن ... فاعلاتن، مستفعلن، فعلن
العروض المجزوء والضرب المجزوء
ما لليلى تبدّلت ... بعدنا ودّ غيرنا
أرهقتنا ملامة ... بعد إيضاح عذرنا
فسلونا عن ذكرها ... وتسلّت عن ذكرنا
لم نقل إذ تحرمت ... واستهلّت بهجرنا
لم نقل إذ تحرمت ... واستهلّت بهجرنا
«ليب شعري ماذا ترى ... أمّ عمرو في أمرنا»
تقطيعه:
فاعلاتن، مستفعلن ... فاعلاتن، مستفعلن
الضرب المجزوء المقصور المخبون
أشرقت لي بدور ... في ظلام تنير
طار قلبي بحبّها ... لقلب يطير
يا بدورا أنا بها ... الدهر عان أسير
إن رضيتم بأن أمو ... ت فموتي حقير
«كل خطب إن لم تكو ... نوا غضبتم يسير»
تقطيعه:
فاعلاتن، مستفعلن ... فاعلاتن، فعولن
يجوز في الخفيف من الزحاف: الخبن، والكف، والشكل، فالخبن فيه حسن، والكف فيه صالح، والشكل فيه قبيح.
ويدخله التعاقب بين السببين المتقابلين من مستفعلن وفاعلاتن: لا يسقطان معا، وقد يثبتان، وذلك أن وتد «مس تفع لن» في الخفيف والمجتث، كله مفروق في وسط الجزء، وقد بينا التعاقب في المديد.
ويدخله من العلل، التشعيث، والحذف، والقصر، وقد بينا المحذوف والمقصور، وأما التشعيث فهو دخول القطع في الوتد من «فاعلاتن» التي من الضرب الأول من الخفيف، فيعود «مفعولن» .










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید