المنشورات

شطر المتقارب

المتقارب له عروضان وخمسة أضرب.
فالعروض الاول منها تام يجوز في الحذف والقصر، له أربعة ضروب: ضرب تام مثل عروضه، وضرب مقصور، وضرب محذوف معتمد، وضرب أبتر.
والعروض الثاني مجزوء محذوف معتمد، له ضرب مثله معتمد.
العروض التام الجائز فيه الحذف والقصر
الضرب التام
لحال عن العهد لمّا أحالا ... وزال الأحبّة عنه فزالا
محل تحلّ عراها السّحاب ... وتحكي الجنوب عليه الشّمالا «1»
فيا صاح مقام المحبّ ... وريع الحبيب فحطّ الرّحالا
سل الرّبع عن ساكنيه فإنّي ... خرست فما أستطيع السّؤالا
«ولا تجعلنّي هداك المليك ... فإنّ لكلّ مقام مقالا»
تقطيعه:
فعولن، فعولن، فعولن، فعولن ... فعول، فعول، فعولن، فعولن
الضرب المقصور
فؤادي رميت وعقلي سبيت ... ودمعي مريت ونومي نفيت
يصدّ اصطباري إذا ما صددت ... وينأى عزائي إذا ما نأيت
عزمت عليك بمجرى الوشاح ... وما تحت ذلك مما كنيت
وتفاح خدّ ورمّان صدر ... ومجناهما خير شيء جنيت
تجدد وصلا عفا رسمه ... فمثلك لمّا بدا لي بنيت
«على رسم دار قفار وقفت ... ومن ذكر عهد الحبيب بكيت»
تقطيعه:
فعولن، فعولن، فعولن، فعول ... فعولن، فعولن، فعول، فعول
الضرب المحذوف المعتمد
أياويح نفسي وويل امّها ... لما لقيت من جوى همّها
فديت التي قتلت مهجتي ... ولم تتّق الله في دمها
أغضّ الجفون إذا ما بدت ... وأكني إذا قيل لي سمّها
أداري العيون وأخشى الرّقيب ... وأرصد غفلة قيّمها
«سبتني بجيد وخدّ ونحر ... غداة رمتني بأسهمها»
تقطيعه:
فعولن، فعولن، فعولن، فعولن ... فعول، فعولن، فعول، فعل
الضرب الأبتر
لا تبك ليلى ولا ميّه ... ولا تندبن راكبا نيه
وابك الصّبا إذا طوى ثوبه ... فلا أحد ناشر طيّه
ولا القلب ناس لما قد مضى ... ولا تارك أبدا غيّه
ودع عنك يأسا على أرسم ... فليس الرّسوم بمبكيّه
«خليليّ عوجا على رسم دار ... خلت من سليمى ومن ميّه» «1»
تقطيعه:
فعولن، فعولن، فعولن، فعولن ... فعولن، فعولن، فعولن، فع
ضربه مثله
أأحرم منك الرّضا ... وتذكر ما قد مضى
وتعرض عن هائم ... أبى عنك أن يعرضا
قضى الله بالحبّ لي ... فصبرا على ما قضى
رميت فؤادي فما ... تركت به منهضا
فقوسك شريانه ... ونبلك جمر الغضا «2»
تقطيعه:
فعول، فعولن، فعل ... فعول، فعولن، فعل
يجوز في المتقارب من الزحاف، القبض، وهو فيه حسن، ويدخله الخرم في الابتداء على حسب ما يدخل الطويل.
[تمت الدوائر] .
وقد أكملنا في هذا الجزء مختصر المثال في ثلاث وستين مقطعة، وهي عدد ضروب العروض، والتزمنا فيها ذكر الزحاف والعلل التي يقوم ذكرها في الجزء الاول الذي اختصرنا فيه فرش العروض، ليكون هذا الكتاب مكتفيا بنفسه لمن قد تأدى إليه معرفة الاسباب والاوتاد ومواضعها من الاجزاء الثمانية التي ذكرناها في مختصر الفرش.
واحتجنا بعد هذا إلى اختلاف الابيات التي استشهد بها الخليل في كتابه، لتكون حجة لمن نظر في كتابنا هذا، فاجتلبنا جملة الابيات السالمة والمعتلة، وما لكل شطر منها:










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید