المنشورات

ما يجوز أن يكون تأسيسا وما لا يجوز

إذا كان حرف الالف، الف التأسيس، في كلمة، وكان حرف الروي في كلمة أخرى منفصلة عنها، فليس بحرف تأسيس، لانفصاله من حرف الرويّ وتبعاعده منه، لأن بين حرف الروي والتأسيس حرفا متحركا، وليس كذلك الردف، لأن الردف قريب من الرويّ ليس بينهما شيء، فهو يجوز ان يكون في كلمة ويكون الروي في كلمة أخرى منفصلة منها، نحو قول الشاعر:
أتته الخلافة منقادة ... إليه تجرّر أذيالها
فلم تك تصلح إلّا له ... ولم يك يصلح إلّا لها
فألف «إلا» ردف واللام حرف الروي، وهي في كلمة منفصلة من الردف فجاز ذلك، لقرب ما بين الردف والروي، ولم يجز في التأسيس لتباعده من الروي، نحو قول الشاعر:
فهنّ يعكفن به إذا حجا ... عكف النّبيط يلعبون الفنزجا «1»
فلم يجعلها تأسيسا لتباعدها عن الروي وانفصالها منه، ومثله:
وطالما وطالما وطالما ... غلبت عادا وغلبت الأعجما
فلم يجعل الألف تأسيسا.
وقد يجوز أن تكون تأسيسا إذا كان حرف الرويّ مضمرا، كما قال زهير:
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى ... من الامر أو يبدو لهم ما بدا ليا
فجعل ألف بدا ليا تأسيسا وهي [في] كلمة منفصلة من القافية لما كانت القافية في مضمر، وكذلك قول الشاعر:
وقد ينبت المرعى على دمن الثّرى ... وتبقى حزازات النّفوس كما هيا «1»
وأما «غلامك» و «سلامك» في قافية فلا تكون الالف إلا تأسيسا، لان الكاف التي هي حرف، لا تنفصل من «غلام» .












مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید