المنشورات

الامثال على العروض

مقطعات على حروف الهجاء وضروب العروض
ومن قولنا مقطعات على تأليف حروف الهجاء وضروب العروض:
[الطويل]
الأول من الطويل: سالم
وأزهر كالعيّوق يسعى بزهراء ... لنا منهما داء وبرء من الداء «1»
ألا بأبي صدغ حكى العين عطفه ... وشارب مسك قد حكى عطفة الراء
فما السّحر ما يعزى إلى أرض بابل ... ولكن فتور اللحظ من طرف حوراء «2»
وكفّ أدارت مذهب اللون أصفرا ... بمذهبة في راحة الكفّ صفراء
الضرب الثاني من الطويل: مقبوض
معذّبتي رفقا بقلب معذب ... وإن كان يرضيك العذاب فعذّبي
لعمري لقد باعدت غير مباعد ... كما أنني قرّبت غير مقرّب
بنفسي بدر أخمد البدر نوره ... وشمس متى تبدو إلى الشمس تغرب
لو أنّ امرأ القيس بن حجر بدت له ... لما قال «مرا بي على أمّ جندب»
الضرب الثالث من الطويل المحذوف المعتمد
محبّ طوى كشحا على الزّفرات ... وإنسان عين خاض في غمرات «3»
فيامن بعينيه سقامي وصحتي ... ومن في يديه ميتتي وحياتي
بحبّك عاشرت الهموم صبابة ... كأنّي لها ترب وهنّ لداتي
فخدّي أرض للدموع ومقلتي ... سماء لها تنهلّ بالعبرات
[المديد]
الضرب الأول من المديد وهو السالم
طلّق الّلهو فؤادي ثلاثا ... لا ارتجاع لي بعد الثلاث
وبياض في سواد عذاري ... بدّل التّشبيب لي بالمراثي
غير أنّي لا أطيق اصطبارا ... وأراني صابرا لا نتكاثي
بإناث في صفات ذكور ... وذكور في صفات إناث
الضرب الثاني من المديد وهو المقصور اللازم اللين
صدعت قلبي صدع الزّجاج ... ماله من حيلة أو علاج
مزجت روحي ألحاظها ... بالهوى فهو لروحي مزاج
يا قضيبا فوق دعص نقا ... وكثيبا تحت تمثال عاج «1»
أنت نوري في ظلام الدّجى ... وسراجي عند فقد السّراج
الضرب الثالث من المديد وهو المحذوف اللازم اللين
مستهام دمعه سائح ... بين جنبيه هوى فادح
كلما أمّ سبيل الهدى ... عاقه السانح والبارح
حلّ فيما بين أعدائه ... وهو عن أحبابه نازح
أيّها القادح نار الهوى ... اصلها يا أيّها القادح
الضرب الرابع من المديد وهو المحذوف المقطوع
عاد منها كلّ مطبوخ ... غير داذيّ ومفضوخ «1»
واعتقد من أهل ودّ الحمى ... كلّ ودّ غير مشدوخ
وانتشق ريّاك من ملتقى ... شارب بالمسك ملطوخ «2»
إنّ في العلم وآثاره ... ناسخا من بعد منسوخ
الضرب الخامس من المديد وهو المحذوف المخبون
يا مجال الرّوح في جسدي ... والذي يفترّ عن برد
وفريد الحسن واحده ... منتهاه منتهى العدد
خذ بكفّي إنني غرق ... في بحار جمّة المدد
ورياح الهجر قد هدمت ... ما أقام الوصل من أودي
الضرب السادس من المديد وهو الأبتر
أذكرتني طير تاناذ ... فقرى الكرخ ببغداذ»
قهوة ليست بباذقة ... لا ولا بتع ولا داذي «1»
مرّة يهذي الحليم بها ... بأبي ذلك من هاذي
فهي أستاذ الشراب بنا ... والمعاني دأب أستاذ
[البسيط]
الضرب الأول من البسيط وهو المخبون
نور تولّد من شمس ومن قمر ... في طرفه قدر أمضى من القدر
أصلى فؤادي بلا ذنب جوى حرق ... لم يبق من مهجتي شيئا ولم يذ
لا والرّحيق المصفّى من مراشفه ... وما بخديه من ورد ومن طر
ما أنصف الحبّ قلبي في حكومته ... ولا عفا الشوق عني عفو مقتد
الضرب الثاني من البسيط وهو المقطوع
خرجت أجتاز قفرا غير مجتاز ... فصادني أشهل العينين كالبازي
صقر على كفّه صقر يؤلّفه ... ذا فوق بغل وذاك فوق قفّاز
كم موعد لي من ألحاظ مقلته ... لو أنه موعد يقضى بإنجاز
أبكي ويضحك منّي طرفه هزوا ... نفسي الفداء لذاك الضاحك الهازي
الضرب الثالث من البسيط وهو المجزوء المذال
يا غصنا مائسا بين الرّياط ... مالي بعدك بالعيش اغتباط «2»
يا من إذا ما بدا لي ماشيا ... وددت أنّ له خدّي بساط
تترك عيناه من أبصره ... مختلطا عقله كلّ اختلاط
قلت متى نلتقي يا سيّدي ... قال غدا نلتقي عند الصراط
الضرب الرابع من البسيط وهو المجزوء السالم
يا ساحرا طرفه إذ يلحظ ... وفاتنا لفظه إذا يلفظ
يا غصنا ينثني من لينه ... وجهك من كلّ عين يحفظ
أيقظ طرفي إذا ما قد بدا ... من طرفه ناعس مستيقظ «1»
ظبي له وجنة من رقّة ... تجرحها مقلتي إذ تلحظ
الضرب الخامس من البسيط وهو المقطوع
يا من دمي دونه مسفوك ... وكل حرّ له مملوك
كأنه فضّة مسبوكة ... أو ذهب خالص مسبوك
ما أطيب العيش إلّا أنه ... عن عاجل كلّه متروك
والخير مسدودة أبوابه ... ولا طريق له مسلوك
العروض المقطوع: المجزوء ضربه مثله
إليك يا غرّة الهلال ... وبدعة الحسن والجمال
مددت كفّا بها انقباض ... فأين كفي من الهلال
شكوت ما بي إليك وجدا ... فلم ترقّي ولم تبالي
أعاضك الله عن قريب ... حالا من السّقم مثل حالي
العروض الأول من الوافر: المقطوف ضربه مثله
بنفسي من مراشفه مدام ... ومن لحظات مقلته سهام
ومن هو إن بدا والبدر تمّ ... خفى من حسنه البدر التّمام
أقول له وقد أبدى صدودا ... فلا لفظ إليّ ولا ابتسام
تكلم ليس يوجعك الكلام ... ولا يمحو محاسنك السلام
العروض الثاني من الوافر مجزوء سالم ضربه مثله
سلبت الرّوح من بدني ... ورعت القلب بالحزن
فلي بدن بلا روح ... ولي روح بلا بدن
قرنت مع الرّدى نفسي ... فنفسي وهو في قرن
فليت السحر من عيني ... ك لم أره ولم يرني
العروض الثالث من الوافر: المجزوء المعصوب
غزال من بني العاص ... أحسّ بصوت قنّاص
فأتلع جيده ذعرا ... وأشخص أيّ إشخاص
أيا من أخلصت نفسي ... هواه كلّ إخلاص
أطاعك من صميم القل ... ب عفوا كلّ معتاص
العروض الأول من الكامل: التام ضربه مثله
في الكلّة الصفراء ريم أبيض ... يشفي القلوب بمقلتيه ويمرض «1»
لمّا غدا بين الحمول مقوّضا ... كاد الفؤاد عن الحياة يقوّض
صد الكرى عن جفن عينك معرضا ... لمّا رآه يصدّ عنك ويعرض
أديت من حبي إليك فريضة ... إن كان حبّ الخلق ممّا يفرض
الضرب الثاني: المقطوع
أومت إليك جفونها بوداع ... خود بدت لك من وراء قناع «2»
بيضاء أنماها النعيم بصفرة ... فكأنها شمس بغير شعاع
أما الشباب فودّعت أيامه ... ووداعهنّ موكّل بوداع
لله أيام الصّبا لو أنّها ... كرّت عليّ بلذّة وسماع
الضرب الثالث: الأحذ المضمر
أصغى إليك بكأسه مصغ ... صلت الجبين معقرب الصّدغ
كأس تؤلّف بالمحبّة بيننا ... طورا وتنزغ أيّما نزغ
في روضة درجت بزهرتها الصبا ... والشمس درج من الفرغ «3»
فاشرب بكف أغنّ عقرب صد ... غه للقلب منك منيّه الّلدغ
الضرب الرابع: الأحذ الممنوع من الإضمار العروض الثاني
يا دمية نصبت لمعتكف ... بل ظبية أوفت على شرف
بل درّة زهراء ما سكنت ... بحرا ولا اكتنفت ورا صدف
أسرفت في قتلي بلا ترة ... وسمعت قول الله في السّرف
إني أتوب إليك معترفا ... إن كنت تقبل توب معترف
الضرب الخامس: الأحذ المضمر
يا فتنة بعثت على الخلق ... ما بينها والموت من فرق
شمس بدت لك من مغاربها ... يفترّ مبسمها عن البرق
ما كنت أحسب قبل رؤيتها ... للشمس مطلعا سوى الشّرق
يا من يضنّ بفضل نائله ... لو في يديه مفاتح الرّزق
العروض الثالث، له أربعة ضروب الضرب السادس: المجزوء المرفل
طلعت له والليل دامس ... شمس تجلّت في حنادس «1»
تختال في لين المجا ... سد بين حارسة وحارس
يا من لبهجة وجهه ... يستأسر البطل الممارس
لم يبق من قبلي سوى ... رسم تغيّر فهو دارس
الضرب السابع: المجزوء المذال
دع قول واشية وواش ... واجعلهما كلبي هراش
واشرب معتّقة تسلسل في العظام وفي المشاش
الضرب الثامن: المجزوء الصحيح
ألحاظ عيني تلتهي ... في روض ورد يزدهي
رتعت بها وتنزّهت ... فيها ألذّ تنزّه
يا أيّها الخنث الجفو ... ن بنخوة وتكرّه
والمكتسي غنجا أما ... ترثي لأشعث أمره
الضرب التاسع: المجزوء المقطوع بسلامة الثاني
أطفت شرارة لهوي ... ولوت بشدة عدوي
شعل علون مفارقي ... ومضت ببهجة سروي
لمّا سلكت عروضها ... ذهب الزّحاف بحزوي
يا أيها الشّادي صه ... ليست بساعة شدو
الهزج له عروض واحد وضربان (الضرب المجزوء الممنوع من القبض)
ألا يا دين قلبي للشّ ... باب الغضّ إذ ولّى
جعلت الغيّ سربالي ... وكان الرّشد بي أولى
بنفسي جائر في الح ... كم يلفى جوره عدلا
وليس الشهد في فيه ... بأحلى عنده من «لا»
الضرب الثاني: المحذوف
هنا تفني قوافي الشّعر في هذا الرّوي
قواف ألبست حليا ... من الحسن البديّ
تعالت عن جرير بل ... زهير بل عديّ










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید