المنشورات
قول في المبرّدين في الغناء
قال أبو نواس:
قل لزهير إذا شدا وحدا ... أقلل أو اكثر فأنت مهذار
سخنت من شدّة البرودة حتى صرت عندي كأنك النار وقال أيضا:
لا يعجب السامعون من صفتي ... كذلك الثلج بارد حار
وقال أيضا:
قد نضجنا ونحن في الجيش طرّا ... أنضجتنا كواكب الجوزاء «1»
فأصيبوا لنا حسينا ففيه ... عوض من جليد برد الشتاء
لو يغنّي وفوه ملآن خمرا ... لم يضره من برد ذاك الغناء
وله:
وكان أبو المغلس إذ يغنّي ... يحاكي غاطسا في عين شمس
يميل بشدقه طورا وطورا ... كأنّ بشدقه ضربان ضرس
وقال دعبل:
ومغنّ إن تغنّى ... أورث الندمان همّا
أحسن الأقوام حالا ... فيه من كان أصمّا
وقال الحمدوني:
بينما نحن سالمون جميعا ... إذ أتانا ابن سالم مختالا
فتغنّى صوتا فكان خطاء ... ثم ثنّى أيضا فكان محالا
سالنا حاجة على ما تغنى ... فخلعنا على قفاه النّعالا!
ولعباس الخياط:
رأيت نصرا شاديا يضرب ... فقمت من مجلسنا أهرب
لأنه ينبح من عوده ... عليك من أوتاره أكلب
كأنما تسمع في حلقه ... دجاجة يخنقها ثعلب
ما عجبي منه ولكنني ... من الذي يسمعه أعجب
وقال آخر:
ومغنّ يخرى على جلسائه ... ضرب الله شدقه بغنائه
وقال مؤمن في ربيع المغنى، وكان يتغنى وينقر في الدواة:
غناؤك يا ربيع أشدّ بردا ... إذا حمي الهجير من الصّقيع
ونقرك في الدّواة أشدّ منه ... فما يصبو إليك سوى رقيع
أغثنا في المصيف إذا تلظى ... ودعنا في الشّتاء وفي الربيع
مصادر و المراجع :
١- العقد الفريد
المؤلف: أبو عمر،
شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد
ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)
الناشر: دار
الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى،
1404 هـ
15 مايو 2024
تعليقات (0)