المنشورات

مكر النساء وغدرهنّ

في حكمة داود عليه السلام؛ وجدت من الرجال واحدا في ألف، ولم أجد واحدة في النساء جميعا.
الغنائي والكندي وهند
: وقال الهيثم بن عدي: غزا الغسانيّ الحارث بن عمرو آكل المرار الكندي، فلم يصبه في منزله، فأخذ ما وجد له واستاق امرأته؛ فلما أصابها أعجبت به، فقالت له: انج، فو الله لكأني أنظر إليه يتبعك فاغرا فاه كأنه بعير آكل مرار! وبلغ الحارث، فأقبل يتبعه حتى لحقه فقتله، وأخذ ما كان معه وأخذ امرأته، فقال لها: هل أصابك؟
قالت: نعم والله ما اشتملت النساء على مثله قط! فأمر بها فأوقفت بين فرسين، ثم استحضرهما حتى تقطعت. ثم قال:
كلّ أنثى وإن بدا لك منها ... آية الودّ حبّها خيثعور «1»
إن من غرّه النّساء بودّ ... بعد هند لجاهل مغرور»
وقالت الحكماء: لا تثق بامرأة، ولا تغترّ بمال وإن كثر.
وقالوا: النساء حبائل الشيطان.
وقال الشاعر:
تمتّع بها ما ساعفتك، ولا تكن ... جزوعا إذا بانت، فسوف تبين
وصنها وإن كانت تفي لك، إنها ... على مدد الأيام سوف تخون
وإن هي أعطتك الليان فإنها ... لآخر من طلّابها ستلين
وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها ... فليس لمخضوب البنان يمين «1»
وإن أسبلت يوم الفراق دموعها ... فليس لعمر الله ذاك يقين
وقالت الحكماء: لم تنه امرأة قط عن شيء إلا فعلته.
وقال طفيل الغنوي:
إنّ النّساء متى ينهين عن خلق ... فإنه واقع لا بدّ مفعول
وعن الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال: أرسل عبد الله بن همام السلولي شابّا إلى امرأة ليخطبها عليه. فقالت له: فما يمنعك أنت؟ فقال لها: ولي طمع فيك! قالت: ما عنك رغبة! فتزوجها؛ ثم انصرف إلى ابن همام، فقال له: ما صنعت؟ قال والله ما تزوجتني إلا بعد شرط! قال: أو لهذا بعثتك؟ فقال ابن همام في ذلك:
رأت غلاما على شرط الطّلابة لا ... يعيا بإرقاص برديّ الخلاخيل
مبطّنا بدخيس اللحم تحسبه ... مما يصوّر في تلك التّماثيل «2»
أكفا من الكفء في عقد النّكاح وما ... يعيا به حلّ هميان السّراويل
تركتها والأيامى غير واحدة ... فاحبسه عن بيتها يا حابس الفيل
السلولي وامرأة خطبها
: وعن الهيثم بن عدي عن ابن عياش، قال: كان النساء يجلسن لخطابهن، فكانت امرأة من بني سلول تخطب، وكان عبد الله بن همام السلولي يخطبها؛ فإذا دخل عليها تقول له: فداك أبي وأمي! وتقبل عليه تحدثه، وكان شاب من بني سلول يخطبها، فإذا دخل عليها الشاب وعندها عبد الله بن همام قالت للشاب قم إلى النار! وأقبلت بوجهها وحديثها على عبد الله؛ ثم إن الشاب تزوّجها، فلما بلغ ذلك عبد الله بن همام قال:
أودى بحبّ سليمى فاتك لقن ... كحيّة برزت من بين أحجار
إذا رأتني تفدّيني وتجعله ... في النار، يا ليتني المجعول في النار
وله فيها:
ماذا تظنّ سليمى إن ألمّ بها ... مرجّل الرأس ذو بردين مزّاح «1»
حلو فكاهته، خزّ عمامته ... في كفّه من رقى الشيطان مفتاح! «2»











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید