المنشورات
الاشعث وعلي
ودخل الاشعث بن قيس على عليّ بن أبي طالب، فوجد بين يديه صبية تدرج؛ فقال: من هذه يا أمير المؤمنين؟ قال هذه زينب بنت أمير المؤمنين. قال زوّجنيها يا أمير المؤمنين! قال: اعزب، بفيك الكثكث «4» ، ولك الاثلب! أغرّك ابن أبي قحافة حين زوّجك أم فروة؟ إنها لم تكن من الفواطم ولا العواتك من سليم. فقال: قد زوّجتم أخمل مني حسبا، وأوضع مني نسبا: المقداد بن عمرو، وإن شئت فالمقداد بن الاسود. قال عليّ: ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فعله، وهو أعلم بما فعل؛ ولئن عدت إلى مثلها لأسوأنك.
وفي هذا المعنى قال الكميت بن زيد:
وما وجدت بنات بني نزار ... حلائل أسودين وأحمرينا
وما حملوا الحمير على عتاق ... مطهّمة فيلفوا مبغلينا
بني الاعمام انكحنا الأيامى ... وبالآباء سمّينا البنينا
أراد تزويج أبرهة الحبشي في كندة.
عن العتبي: قال: أنشدني أبو إسحاق ابراهيم بن خداش لخالد النجار:
اليوم من هاشم بخ، وأنت غدا ... مولى، وبعد غد حلف من العرب
إن صح هذا فأنت الناس كلّهم ... يا هاشميّ، ويا مولى، ويا عربي
قال: وكان الهيثم بن عديّ فيما زعموا دعيا، فقال فيه الشاعر:
الهيثم بن عديّ من تنقله ... في كلّ يوم له رحل على حسب
إذا اجتدى معشرا من فضل نسبتهم ... فلم ينيلوه عدّاهم إلى نسب
فما يزال له حلّ ومرتحل ... إلى النصارى وأحيانا إلى العرب
إذا نسبت عديّا في بني ثعل ... فقدّم الدال قبل العين في النسب!
وقال بشّار العقيلي:
إنّ عمروا، فاعرفوه ... عربيّ من زجاج
مظلم النّسبة لا يع ... رف إلّا بالسّراج!
وقال فيه:
ارفق بنسبة عمرو، حين تسبه ... فإنه عربيّ من قوارير
ما زال في كير حدّاد يردّده ... حتى بدا عربيّا مظلم النّور
وقال أيضا في أدعياء:
هم قعدوا فانتقوا لهم حسبا ... يدخل بعد العشاء في العرب
والناس قد أصبحوا صيارفة ... أعلم شيء بزائف الحسب
وقال أبو نواس في أشجع بن عمرو:
قل لمن يدّعي سليمى سفاها ... لست منها ولا قلامة ظفر
إنما أنت من سليمى كواو ... ألحقت في الهجاء ظلما بعمرو
وقال فيه:
أيا متحيّرا فيه ... لمن يتعجب العجب
لأسماء تعلّمهنّ ... أشجع حين ينتسب
ولا حمد بن أبي الحارث الخراز في حبيب الطائي:
لو أنّك إذ جعلت أباك أوسا ... جعلت الجدّ حارثة بن لام
وسمّيت التي ولدتك سعدى ... فكنت مقابلا بين الكرام!
وله فيه:
أنت عندي عربيّ ... ليس في ذاك كلام
شعر فخذيك وساقي ... ك خزامي وثمام «1»
وضلوع الصدر من ... جسمك نبع وبشام
وقذى عينيك صمغ ... ونواصيك ثغام «2»
لو تحرّكت كذا لا ... نجفلت منك نعام
وظباء سانحات ... ويرابيع عظام «3»
وحمام يتغنّى ... حبّذا ذاك الحمام
أنا ما ذنبي إن ك ... ذّبني فيك الكرام
القفا يشهد أدما ... عرفت فيك الانام
كذّبوا ما أنت إلّا ... عربيّ والسلام!
وقال في المعلى الطائي:
معلّى لست من طيّ ... فإن قبلتك فارهنها
وإبنك فارم في أجأ ... فلا ترغب به عنها
كأنّ دماملا جمعت ... فصوّر وجهه منها
ولآخر:
تعلّمها وإخوته ... فكلّهم بها درب
لقد ربوا عجوزهم ... ولو زيّنتها غضبوا
فيالك عصبة إن حدّ ... ثوا عن أصلهم كذبوا
لهم في بيتهم نسب ... وفي وسط الملا نسب
كما لم تخف سافرة ... وتخفى حين تنتقب
وقال خلف بن خليفة في الادعياء:
فقل للاكرمين بني نزار ... وعند كرائم العرب الشّفاء
أآخر مرّتين سبيتمونا ... وفي الإسلام ما كره السّباء؟
إذا استحللتم هذا وهذا ... فليس لنا على ذاكم بقاء
فلا تأمن على حال دعيّا ... فليس له على حال وفاء
مصادر و المراجع :
١- العقد الفريد
المؤلف: أبو عمر،
شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد
ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)
الناشر: دار
الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى،
1404 هـ
15 مايو 2024
تعليقات (0)