المنشورات

الحيوان الذي لا يصلح إلا بأمير

الناس والفأر والغرانيق والكراكي والنحل والحشرات.
قتادة عن ابن عمر قال: الفأرة يهودية، ولو سقيتها ألبان الإبل ما شربتها، والفأر أصناف: منها الزّباب، وهو أصم لا يسمع؛ والخلد، وهو أعمى؛ وتقول العرب هو أسرق من زبابة وفأرة البيش، والبيش سم قاتل؛ ويقال: هو قرون السّنبل؛ وله فأرة تغتذيه لا تأكل غيره، وفأرة المسك من غير هذا، وفارة الإبل: أرواحها إذا عرقت.
قالوا: والأفعى إذا نفثت في فيها حمّاض الأترج «1» وأطبقت لحييها الأعلى على الأسفل لم تقتل بعضتها أياما.
قالوا: الثوم والملح وبعر الغنم نافع جدا إذا وضع على موضع لسعة الحية.
والحيات تقتل يريح السذاب والشيح، وتعجب باللفاح «2» والبسباس «3» والبطيخ والخردل والحرف «4» واللبن والخمر.
وليس في الأرض حيوان أصبر على الجوع من الحية، ثم الضب بعدها؛ وإذا هرمت الحية صفر بدنها، وقنعت بالنسيم.
قالوا: وكل شيء يأكل فهو يحرك فكه الأسفل، ما عدا التمساح؛ فإنه يحرك فكه الأعلى.
وبمصر سمكة يقال لها الرعاد، من اصطادها لم تزل يده ترعد ما دامت في شبكته.
والجعل «1» إذا دفنته في الورد سكنت حركته حتى تحسبه ميتا، فإذا دفنته في الروث تحركت ورجعت نفسه! والبعير إذا ابتلع خنفساء قتلته إذا وصلت [إلى] جوفه حية.
والضب يذبح ثم يمكث ليلة، ثم يقرّب من النار فيتحرك.
والأفعى تذبح فتبقى أياما تتحرك، وإذا وطئها أحد نهشته، ويقطع ثلثها الأسفل فتعيش وينبت ذلك المقطوع.
قالوا: وللضب ذكران، وللضبة حران، حكاه أبو حاتم عن الأصمعي؛ ويقال لذكره: النّزك، وأنشد:
سبحل له نزكان كانا فضيلة ... على كل حاف في البلاد وناعل «2»
وسامّ أبرض لا يدخل بيتا فيه زعفران.
ومن عضه كلب كلب احتاج أن يستر وجهه من الذباب لئلا يسقط عليه.
وخرطوم الذباب يده ومنه يغني، وفيه يجري الصوت كما يجري الزامر الصوت في القصبة بالنفخ! والسلحفاة إذا أكلت أفعى أكلت سعترا جبليا.
وابن عرس إذا قاتل الحية أكل السذاب «3» .
والكلاب إذا كان في أجوافها داء أكلت سنبل القمح.
والأيل «4» إذا نهشته الحية أكل السراطين قال ابن ماسويه: فلذلك يظن أن السراطين صالحة لمن نهشته الحية.
قال صاحب المنطق: الحية إذا اشتكت كبدها من وقع الأرانب والثعالب تعالجت بأكل الكمأة حتى تبرأ.
وبعض الناس يعملون من الأوزاغ سما أنفذ من البيش ومن ريق الأفاعي.
وإذا زرع في نواحي الزرع خردل يجتنبه دبى الجراد.
وإذا أخذ المراد اسنج وخلط بعجين ثم طرح للفأر وأكل منه مات وكذلك برادة الحديد.
وإذا أخذ الأفيون والشونيز والبارزذ وقرون الأيل وبابونج وظلف من أظلاف العنز، فخلط ذلك جميعا، ثم يدق وينخل نخلا جيدا ويعجن بخل عتيق ثم يقطع قطعا، فيدخّن بقطعة منه هربت الحيات والهوام والنمل والعقارب من ريحه.
والبعوض تهرب من دخان الكبريت والعلك.
وقالت الحكماء: لحم ابن عرس نافع من الصرع، ولحم القنفذ نافع من الجذام والسل والشنج ووجع الكلى؛ يجفف ويشوى ويطعمه العليل مطبوخا ويضمد به المتشنج.
وعين الأفعى وعين الجراد لا تدوران.
وإنما تنسج من العناكب الأنثى من ساعة تولد.
والقمل يخلق في الرءوس على لون الشعر إن كان أسود أو أبيض أو مصبوغا.
وأم حبين لا تقيم بمكان تكون فيه السرفة، وهي دويبّة يضرب بها المثل في الصنعة، فيقال: أصنع من سرفة «1» .
أبو حاتم عن الأصمعي قال: قال أبو بكر الهجري: ما من شيء يضر إلا وفيه منفعة.
وقيل لبعض الأطباء إن فلانا يقول: إنما أنا مثل العقرب، أضر ولا أنفع فقال:
ما أقل علمه بها، إنها لتنفع إذا شق بطنها ووضعت على مكان اللدغة، وقد تجعل في جوف فخار مسدود الرأس مطيّن الجوانب، ثم يوضع الفخار في تنور، فإذا صارت العقرب رمادا سقى من ذلك الرماد مثل نصف دانق من به حصاة فتّتها من غير أن يضر سائر الأعضاء، وقد تلسع من به حمى عتيقة فتقلع عنه، وقد تلسع المفلوج فيذهب عنه الفالج، وقد تلقى العقرب في الدهن وتترك فيه حتى يأخذ الدهن منها ويجتذب قواها، فيكون ذلك الدهن مفرّقا للأورام الغليظة.
وقال المأمون: قال لي بختيشوع وسلمويه وابن ماسويه: إن الذباب إذا دلك على [موضع] لسعة الزنبور سكن ألمها؛ فلسعني زنبور، فحككت على موضع لسعته عشرين ذبابة؛ فما سكن إلا في قدر الحين الذي يسكن فيه من غير علاج! فلم يبق في يدي منهم إلا أن قالوا: كان هذا الزنبور حتفا، ولولا هذا العلاج له لقتلك.
وقال محمد بن الجهم: لا تتهاونوا بكثير مما ترون من علاج العجائز، فإن كثيرا منه وقع إليهن من قدماء الأطباء؛ كالذباب يلقى في الإثمد فيسحق معه، فيزيد في نور البصر، ويشد مراكز شعر الأجفان في حافات الجفون.
قالوا: وللسع الأفاعي والحيات ينفع ورق الآس الرطب، يعصر ويسقى من مائة قدر نصف رطل.













مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید