المنشورات
السم والسحر
النبي صلّى الله عليه وسلّم والشاة المسمومة
في مسند ابن أبي شيبة: أن يهود خيبر أهدوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شاة مسمومة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اجمعوا لي من ههنا من اليهود. فجمعوا له، فقال لهم: هل جعلتم في هذه الشاة سما؟ قالوا: نعم! قال: ما حملكم على ذلك؟ قالوا: أردنا إن كنت كاذبا أن نستريح منك، وإن كنت نبيا لم يضرك السم.
وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ما زالت أكلة خيبر تعاودني «2» ، فهذا أو ان قطعت أبهري» «3» .
أبو بكر وابن كلدة
الليث بن سعد عن الزهري قال: أهدي لأبي بكر طعام، وعنده الحارس بن كلدة طبيب العرب؛ فأكلا منه، فقال الحارث لأبي بكر: لقد أكلنا والله في هذا الطعام سم سنة، وإني وإياك لميتان عند رأس الحول، فماتا جميعا عند انقضاء السنة.
النبي صلّى الله عليه وسلّم ويهودي ساحر
وفي مسند ابن أبي شيبة: أن رجلا من اليهود سحر النبي صلّى الله عليه وسلّم فاشتكى لذلك أياما:
فأتاه جبريل فقال له: إن رجلا من اليهود سحرك، عقد لك عقدا وجعلها في مكان كذا. فأرسل عليا رضي الله عنه فاستخرجها وجاء بها فجعل يحلها، فكلما حل عقدة وجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خفة؛ ثم قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كأنما أنشط «1» من عقال.
وفي مسند ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه قال: طبّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم- والطب: السحر- فبعث إلى رجل فرقاه.
العين
تقول العرب: رجل معين، إذا أخذ بالعين.
وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: لو سبق القدر شيء لسبقته العين! وتقول العرب: إن العين تسرع بالإبل إلى أوصامها «2» ، وبالرجال إلى أسقامها.
ونظر عامر بن أبي ربيعة إلى سهل بن حنيف يستحم، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة! قال: فلبط «3» به، فأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم عامر بن أبي ربيعة أن يتوضأ له ثم يطهره بمائة، ففعل، فقام سهل بن حنيف كأنما أنشط من عقال.
أبيات في الطب وجدناها في كتاب فرج بن سلام
النافجاء بشيرج ملتوت ... فيه شفاء للرياح مميت
يغلى لذلك حلبة في مائها ... يسقاه مصطحبا وحين يبيبت
وقال:
ليس شيء أنفى عن الجسم ... للريح من الأنجدان والمحروت.
وقال:
في الحرف سبعون دواء وفي الكمّون فيما قبل ستونا «4»
قد قاله هرمس في كتبه ... فلا تدع حرفا وكمّونا
وقال:
بسعتر بر داو كل مبلغم ... وذا المرّة الصّفراء بالرازيانق
وذو المرّة السّوداء ذاك علاجه ... تعاهد فصد العرق من كفّ حاذق
وذو الدّم فليكثر لذاك حجامة ... فما غيرها شيء له بموافق
وقال:
لا تكن عند أكل سخن وبهر ... ودخول الحمام تشرب ماء
فإذا ما اجتنبت ذلك منه ... لم تخف ما حييت في الجوف داء
وقال:
إن أردت الرّقاد في الليل فاجعل ... قطنة عنده على الأذنين
فبه تظهر السلامة للأذ ... نين مما يضرّ بالعينين
وقال:
لا تشرب الماء بعد النّوم من ظمإ ... ولا تبت أبدا من غير منتفض «1»
فجوف من بات من ماء ومن ثقل ... ومن رياح دعا كلّا إلى مرض
وقال:
أحسن في الحمام ماء مسخنا ... وليكن ذلك في البيت السّخن
يسلم البطن من الدّاء ولا ... يعتريه وجع طول الزّمن
وقال:
إن دخلت الحمام فضرب على رأ ... سك بالماء السّخن سبع مرار
فبه تظهر السلامة من كلّ صداع بقدرة الجبار وقال:
لا تجامع، ولا تمطى، ولا تد ... خل- إذا ما شبعت- في الحمام
فهو دفع لكلّ ما يتقيه ال ... مرء من فالج وكلّ سقام
وقال:
ما كان في الرأس أخرجه بغرغرة ... والقيىء يخرج ما في الصدر من عفن «1»
وكلّ ما كان في صلب فذلك لا ... يسيل إلا بأخلاط من الحقن
وقال:
على الريق في البرد احسن ماء مسخّنا ... وفي الصيف ماء باردا حين تصبح
وذلك فيما قيل فيه مصحّة ... وذاك على إدمانه الجسم يصلح
وقال:
إنّ من باكر الغداء وبعد ال ... عصر منه تعاهد للعشاء
فبإذن الإله يبقى صحيحا ... سالما في الحياة من كلّ داء
وقال:
إنّ رأس الطّبّ أن تد ... لك بالزّئبق دلكا ...
... باطن الرّجلين عند النوم ... ينفى السّقم عنكا
وقال:
شجر البراغيث الكريه مشمّه ... يبري بإذن الله من داء الحبن «1»
وقال:
إنّ السّواك ليستحبّ لسنّة ... ولأنه مما يطيب به الفم
لم تخش من حفر إذا أدمنته ... وبه يسيل من الّلهاة البلغم «2»
وقال:
احتجم بين كلّ شهرين ولتل ... ف على أثرة من الأيام
سبعة منك للزّبيب بلا عج ... م تبدّيه قبل كلّ طعام
فهو للعين واللهاة وللحل ... ق أمان لها من الأسقام «3»
وقال:
ولا تغط الرأس في وقت ما ... تخرج من الحمام واخش الضرر
إنّ بخار الرّأس في وقت ما ... وصفته داء يصيب البصر
وقال:
إنّ الجماع على الحمام مصحّة ... ولذاذة تاهت على اللذّات
وقال:
السمك المالح إن لم يكن ... بدّ من الأكل له فانعم ...
... بالطّبخ أكثر زّيته ثم كل ... من قبل مأدوما من المطعم
وقال:
اطل منك الشعر كلّ أربعاء لا يدور
وليكن غسلك بالبا ... رد منه والطّهور
إنه يزعر منه ... شعر الجسم الكثير
إنني طبّ بما يج ... هله الناس خبير «1»
الرسول صلّى الله عليه وسلّم وشاكية من زوجها
وحدّث محمد بن ابراهيم الورّاق قال: حدثني محمد بن عبيد الله بن الحارث بن إسحاق بمصر قال: حدثنا محمد داود بن ناجية قال: حدثنا زياد بن يونس الحضرمي عن محمد بن هلال المدني عن أبيه عن أبي هريرة قال:
جاءت امرأة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تشتكي زوجها، فقال: إنها تذكر كثرة الجماع؛ قال: يا رسول الله، أفأزني، قال لا، ولكن إذا جاءنا سبي فتعال حتى نعطيك جارية.
فقدم عليه سبي؛ فجاء إليه فقال له: يا رسول الله، وعدي. فقال له: اختر! فقال له:
اختر لي. فقال: خذ هذه، فإني أراها زرقاء «2» ، فلعلها ... قال: فما لبثنا أن جاءت المرأة فقالت: يا رسول الله، ما زاده الأمر إلا تجدّدا. فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: ما هذا؟
فقال: يا رسول الله، أفأزني! قال: لا. ثم قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لعلك تكثر الاطّلاء. قال: نعم. قال: فأقل طلاءك «1» يقلّ جماعك.
قال محمد: قال لي ابن ناجية: وأنا كما تراني شيخ كبير، قد أتى عليّ ثمانون سنة، إذا أحببت الوطء اطّليت في كل خمس عشرة ليلة.
مصادر و المراجع :
١- العقد الفريد
المؤلف: أبو عمر،
شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد
ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)
الناشر: دار
الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى،
1404 هـ
15 مايو 2024
تعليقات (0)