المنشورات

الأطعمة التي تولد كيموسا رديئا

كل ما لم يكن معتدلا من الاغذية لم يولّد دما خالصا صافيا.
والأطعمة الرديئة الكيموس ثلاثة أصناف: منها ما يزيد في البلغم، ومنها ما يزيد في الصفراء، ومنها ما يزيد في السوداء.
وينبغي لجميع الناس ان يجتنبوا الإكثار منها وادمان استعمالها وإن كانوا لها مستمرئين؛ لأنها وإن لم يتبين لها ضرر في عاجل الامر، يجتمع منها في بدن مدمن استعمالها مع طول الزمان كيموس رديء، وكذا امراض رديئة، واولى الناس بتجنّب كل صنف من أصنافها من كان الغالب على بدنه ما يزيد فيه ذلك الصنف.
فأقول: إن كل ما يتخذ من الخبز من دقيق كثير النخالة، أو ما عتق من الحنطة- رديء الكيموس يزيد في السوداء.
ولحم الضأن كله يزيد في البلغم، ولحم الماعز المسن كله يزيد في السوداء، وأردؤه لحم التيوس. ولحم البقر والجزور والارانب والظباء والايايل «3» - كل هذا يزيد في السوداء؛ وشرّ هذه اللحوم لحم الجزور، وبعده لحم التيوس، لا سيما ما لم يخص منها، وبعده لحم المسن من الضأن، وبعده لحم البقر؛ وكل ما خصي من هذه كان أجود غذاء.
وأما لحوم الارانب والظباء والايايل، فهو دون جميع ما ذكرنا من الرداءة. ومن أعضاء الحيوان: الكلى، رديئة الكيموس، لزهومتها وما استفادت من رداءة البول.
والدماغ يزيد في البلغم، وكل البطون يزيد في البلغم، لكثرة الزلال فيها.
والبيض المطجّن «1» يولد غذاء غليظا فاسدا، وكذلك الجبن، ولا سيما ما عتق منها. والعدس يزيد في السوداء.
والدخن»
والجاورس يولدان دما غليظا.
وما صلب لحمه من السمك وغلبت عليه اللزوجة يولد البلغم، فإن ملح وعتق يولد السوداء.
والتين اليابس إن اكثر اكله ولد فضلا عفنا يكثر منه القمل.
والكمثري والتفاح إن اكلا غير نضجين ولدا كيموسا رديئا، وكذلك القثاء والخيار؛ فأما البطيخ والقرع فربما انهضما ولم يحدثا في البدن حدثا رديئا، وربما فسدا في المعدة فولّدا كيموسا رديئا، ولا سيما إن صادفا في المعدة فضلا رديئا؛ فلذلك تعرض الهيضة «3» كثيرا من أكل البطيخ.
والبقول كلها رديئة الكيموس، لكثرة الفضل فيها وقلة الغذاء.
وأما البصل والثوم والكراث والفجل والجوز والسلجم، فرديئة لما فيها من الحرارة والحرافة، وربما زادت في الصفراء، وربما زادت في السوداء أيضا كما ذكرت آنفا، إلا انها إن طبخت وصب ماؤها وطبخت بماء ثان، ذهبت الحرافة والرداءة عنها.
والباذروج «4» يسخّن الدم ويجففه تجفيفا شديدا.
والكرنب «1» يولد السوداء، وكذلك جميع البقول الرديئة.










مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید