المنشورات

الوليد وابن شراعة

علي بن عياش قال: إني عند الوليد بن يزيد في خلافته، إذا أتي بابن شراعة من الكوفة، فو اللَّه ما سأله عن نفسه ولا سفره حتى قال له: يا ابن شرّاعة، إني واللَّه ما بعثت إليك لأسألك عن كتاب اللَّه ولا سنة رسوله. قال: فو اللَّه لو سألتني عنهما لا لفيتني فيهما حمارا! قال: وإنما أرسلت إليك لأسألك عن القهوة، قال: دهقانها «2» الخبير، وطبيبها العليم! قال: فاخبرني عن الطعام؟ قال: ليس لصاحب الشراب على الطعام حكم، غير ان انفعه واشهاه أمرؤه. قال: فما تقول في الشراب؟ قال: ليسأل أمير المؤمنين عما بدا له. قال: فما تقول في الماء؟ قال: لا بد لي منه! والحمار شريكي فيه. قال: فما تقول في السّويق «3» ؟ قال: شراب الحزين والمستعجل والمريض. قال:
فما تقول في اللبن؟ قال: ما رأيته قط الا استحييت من أمي! من طول ما أرضعتني به قال: فنبيذ التمر؟ قال: سريع الامتلاء سريع الانفشاش. قال: فنبيذ الزبيب؟ قال:
جاموا به على الشراب. قال: ما تقول في الخمر؟ قال: أوّه! تلك صديقة روحي! قال: وانت واللَّه صديق روحي. [ثم] قال: وأيّ المجالس أحسن؟ قال: ما شرب الناس على وجه قط أحسن من السماء!











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید