المنشورات

أصحاب الشراب

وقد شهر اصحاب الشراب بسوء العهد. وقلة الحفاظ، وأنهم صديقك ما استغنيت حتى تفتقر، وما عوفيت حتى تنكب. وما غلب دنانك حتى تنزف، وما رأوك بعيونهم حتى يفقدوك؛ قال الشاعر:
أرى كلّ قوم يحفظون حريمهم ... وليس لاصحاب النّبيذ حريم
إخاؤهم ما دارت الكأس بينهم ... وكلّهم رثّ الحبال سئوم
إذا جئتهم حيّوك ألفا ورحّبوا ... وإن غبت عنهم ساعة فذميم
فهذا بياني لم أقل بجهالة ... ولكنّني بالفاسقين عليم
وقال قصيّ بن كلاب لبنيه: اجتنبوا الخمر، فإنها تصلح الأبدان، وتفسد الاذهان.
وقيل لعدي بن حاتم: مالك لا تشرب الخمر؟ قال: لا أشرب ما يشرب عقلي! وقيل له: مالك لا تشرب النبيذ؟ قال: معاذ اللَّه أن أصبح حليم قومي وأمسي سفيههم! وقال يزيد بن الوليد: النشوة تحلّ الحبوة «1» .
وقيل لعثمان بن عفان رضي اللَّه عنه: ما منعك من شرب الخمر في الجاهلية ولا حرج عليك فيها؟ قال: إني رأيتها تذهب العقل جملة، وما رأيت شيئا يذهب جملة ويعود جملة.
وقال أيضا: ما تغنّيت، ولا تفتّيت «2» ، ولا شربت خمرا، ولا مسست فرجي بيدي، بعد أن خططت بها المفصّل «3» .











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید