المنشورات

المأمون وابن مسعدة

وقال ابو العباس المبرد: دخل عمرو بن مسعدة على المأمون، وبين يديه جام «3» زجاج فيه سكر طبزذ وملح جريش؛ قال: فسلمت عليه، فردّ وعرض عليّ الاكل، فقلت: ما أريد شيئا هنأك اللَّه يا أمير المؤمنين، فلقد باكرت الغداء قال: بتّ جائعا؟ ثم أطرق ورفع رأسه وهو يقول:
اعرض طعامك وابذله لمن دخلا ... واعزم على من أبى واشكر لمن أكلا
ولا تكن سابريّ العرض محتشما ... من القليل فلست الدهر محتفلا «4»
ودعا برطل، ودخل شيخ من جلة الفقهاء فمدّ يده إليه، فقال: واللَّه يا امير المؤمنين ما شربتها ناشئا، فلا تسقنيها شيخا. فردّ يده إلى عمرو بن مسعدة، فأخذها منه وقال: يا امير المؤمنين، [اللَّه! اللَّه!] فإني عاهدت اللَّه في الكعبة ان لا أشربها أبدا! ففكر طويلا والكأس في يد عمرو بن مسعدة. فقال:
ردّا عليّ الكأس إنكما ... لا تعلمان الكأس ما تجدي
لو ذقتما ما ذقت ما امتزجت ... إلا بدمعكما من الوجد
خوّفتماني اللَّه ربّكما ... وكخيفتيه رجاؤه عندي
إن كنتما لا تشربان معي ... خوف العقاب شربتها وحدي











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید