المنشورات

المأمون وابن أكثم وابن طاهر

شرب المأمون ويحيى بن أكثم وعبد اللَّه بن، فتغامز المأمون وعبد اللَّه على سكر ابن يحيى، فغمز الساقي، فأسكره، وكان بين أيديهم رزم «1» من ورد ورياحين، فأمر المأمون فشق له لحد في الورد والرياحين، وصيروه فيه، وعمل بيتين في شعر ودعا قينة، فجلست عند رأسه وحرّكت العود وغنت:
ناديته وهو حيّ لا حراك به ... مكفّن في ثياب من رياحين
فقلت قم، قال رجلي لا تطاوعني ... فقلت خذ، قال كفي لا تواتيني
فانتبه يحيى لرنة العود، وقال مجيبا لها:
يا سيّدي وأمير الناس كلّهم ... قد جار في حكمه من كان يسقيني
إني غفلت عن الساقي فصيرني ... كما تراني سليب العقل والدّين
لا أستطيع نهوضا قد وهى جسدي ... ولا أجيب المنادى حين يدعوني
فاختر لبغداد قاض إنني رجل ... الراح يقتلني والعود يحييني!











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید