المنشورات

مالك بن دينار والنبيذ

محمد بن وضاح عن سعيد بن نصر عن يسار عن جعفر قال: سمعت مالك بن دينار، وسئل عن النبيذ: أحرام هو؟ فقال: انظر ثمن التمر من أين هو، ولا تسأل عن النبيذ أحلال هو أم حرام! وعوتب سعيد بن زيد في النبيذ، فقال: أما أنا فلا أدعه حتى يكون شرّ عملي.
وقيل لمحمد بن واسع: أتشرب النبيذ؟
فقال: نعم.
فقيل: وكيف تشربه؟
فقال: عند غذائي وعشائي، وعند ظمئي.
قيل: فما تركت منه؟
قال: التّكأة «1» ومحادثة الإخوان.
وقال المأمون: اشرب النبيذ ما استبشعته، فإذا سهل عليك فدعه.
وإنما أراد أنه يسهل على شاربه إذا أخذ في الإسكار.
وقيل لسعيد بن أسلم: أتشرب النبيذ؟
فقال: لا.
قيل: ولم؟
قال: تركت كثيره للَّه، وقليله للناس! وكان سفيان الثوري يشرب النبيذ الصلب الذي تحمّر منه وجنتاه.
واحتجوا من جهة النظر، أن الأشياء كلها حلال إلا ما حرّم اللَّه؛ قالوا: فلا نزيل نفس الحلال بالاختلاف ولو كان المحلّلون فرقة من الناس، فكيف وهم أكثر الفرق؟
وأهل الكوفة أجمعون على التحليل، لا يختلفون فيه، وتلوا قول اللَّه عز وجل:
قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالًا، قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ؟
«2» .











مصادر و المراجع :

١- العقد الفريد

المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة: الأولى، 1404 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید