المنشورات
ألوان من التزهد
فأين هؤلاء في ترك الرياء والتصنع، من رجل سرقت نعله فلم يشتر نعلا حتى مات، وعوتب في ذلك فقال: أخشى أن أشتري نعلا فيسرقها أحد فيأثم! وآخر لما نظر أهل عرفات قال: ما أظن اللَّه إلا قد غفر لهم لولا أني كنت فيهم! وآخر أمر له عمر بن الخطاب بكيس، فقال: آخذ الكيس والخيط؟ فقال عمر:
دع الكيس! ورجل سأل ابن المبارك فقال إني قاسمت إخوتي، وبيننا مبرز غير مقسوم وفيّ بطر «2» أفترى لي أن أدخله أكثر مما يدخله شركائي؟
وآخر قال: أفطرت البارحة على رغيف وزيتونة ونصف، أو زيتونة وثلث أو زيتونة وربع، أو ما علم اللَّه من زيتونة أخرى! فقال له بعض من حضر: أجلس يا فتى، إنه بلغنا أن من الورع ما يبغضه اللَّه، وأظنه ورعك هذا!
الأعمش قال: أتاني عبد اللَّه بن سعيد بن أبي بكر فقال لي: ألا تعجب؟ جاءني رجل فقال: دلني على شيء إذا أكلته أمرضني، فقد استبطأت العلة وأحببت أن أعتل فأوجر! فقلت له: سل اللَّه العافية، واستدم النعمة، فإن من شكر على النعمة كمن صبر على البلية. فألح عليّ، فقلت له: كل السمك، واشرب نبيذ الزبيب، ونم في الشمس، واستمرض اللَّه يمرضك إن شاء اللَّه! هارون بن داود قال شرب رجل عند خمار نصراني، فأصبح ميتا؛ فاجتمع عليه الناس وقالوا للخمار: أنت قتلته! قال: لا واللَّه، ولكن قتله استعماله قوله:
وأخرى تداويت منها بها
مصادر و المراجع :
١- العقد الفريد
المؤلف: أبو عمر،
شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد
ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)
الناشر: دار
الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى،
1404 هـ
16 مايو 2024
تعليقات (0)