المنشورات
عذبة الأنياب
أنبأنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي التوزي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن المأمون قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال: قال جميل بن معمر:
خَلِيليّ عُوجَا اليَوْمَ حتى تُسَلِّمَا ... على عَذْبَةِ الأنيَابِ طَيّبةِ النَّشْرِ.
فإنّكُمَا إنْ عُجْتُمَا ليَ سَاعَةً ... شَكَرْتُكُمَا حتى أُعَيَّتَ في قَبرِي.
وَإنّكُمَا إنْ لَمْ تَعُوجَا فَإنّني ... سأصرِفُ وَجدِي، فأَذَنا اليوْمَ بالهجِر.
ومَا ليَ لا أبكي، وَفي الأيكِ نَائِحٌ؟ ... وَقد فارَقتني شَحنةُ الكَشحِ وَالخصرِ.
أيَبكي حَمامُ الأيكِ من فَقدِ إلفِهش ... وَأحمِلُ ما بي عن بُثَينَةَ من صَبرِ.
يَقُولونَ: مَسحُورٌ يُجَنّ بذِكْرِهَا، ... فأُقسِمُ ما بي من جُنونٍ، وَلا سِحْرِ.
فأُقْسِمُ لا أنسَاكِ مَا ذَرّ شَارِقٌ، ... وَمَا خَبّ آلٌ في مُلَمَعَّةٍ قَفرِ.
وَما لاحَ نَجْمٌ في السّمَاءِ مُعَلَّقٌ، ... وَما تورِقُ الأغصَانُ من وَرَق السِّدرِ.
لقَد شُغِفَتْ نَفسِي، بُثَينَ، بذِكرِكم، ... كمَا شُغِفَ المَخمورُ، يا بَثنَ، بالخمرِ.
ذكَرْتُ مَقامي لَيلَةَ البَانِ قَابِضاً ... على كَفّ حَوْرَاءِ المَدَامعِ كالبَدرِ.
فكِدْتُ، وَلمْ أملِكْ إليها صَبَابَةً، ... أهيمُ، وَفاضَ الدّمعُ مني على النَّحرِ.
فَيا لَيتَ شِعرِي، هَلْ أبِيتنّ لَيْلَةً ... كَليلَتِنا حتى يُرَى سَاطعُ الفَجرِ.
تَجُودُ عَلَيْنَا بالحَدِيثِ وَتَارَةً ... تَجُودُ عَلَيْنا بالرُّضَابِ من الثَّغْرِ.
فَلَيتَ الهَوَى قد قَضَى ذاكَ مَرّةً، ... فيَعلَمَ رَبي، عندَ ذلك، ما شُكْرِي.
فَلَوْ سَألَتْ مِني حَيَاتي بذَلتُها، ... وَجُدْتُ بها إنْ كانَ ذلكَ من أمرِي.
مصادر و المراجع :
١- مصارع العشاق
المؤلف: جعفر بن
أحمد بن الحسين السراج القاري البغدادي، أبو محمد (المتوفى: 500هـ)
الناشر: دار
صادر، بيروت
25 مايو 2024
تعليقات (0)