المنشورات

اسس استحقاق الامامة بنظر الجاحظ

ولكنّ الخلافة، يا ابن حسّان، لا تستحقّ والامامة لا تستوجب إلّا بالتقدّم في الفضل والتقدّم في السوابق، وإلّا بان يكون الفضل إمّا ظاهرا للعيون ومشهورا عند جميع المسلمين قد أجمعوا على تقديم رجل وتأمير أمير من تلقاء أنفسهم بغير سيف ولا خوف ولا إكراه ظاهر ولا سبب يوجب سوء الظنّ فضلا على غير ذلك؛ وإمّا بأن يختاروه عن تشاور وتناظر ويظهر فضله بعد طول التخابر؛ أو يكون له ذلك [في] مصره دون رهطه بميراث العمومة ويستحقّها كما تستحقّ المقامات الموروثة؛ أو يكون ذلك من جهة وصيّة أو وراثة مشهورة؛ أو يكون ذلك نتيجة خصال كريمة لاقت القرابة وحرمة العترة، فبلغ صاحبها باجتماع الخصلتين ما لا يبلغه صاحب الواحدة ويكون مقنعا للإلف لأنّه أمسّ بالمعدن وأقرب من صاحب المقام وأحرى أن لا يخفى مكانه على بعيد الدار، كما لا يأنف منه العظيم الكبير، وإن كان نصيبه من الطاعة دون نصيب كثير ممن لا يجري مجراه في شرفه ولا يشاكله في موضعه؛ وهذه الأركان تجتمع على جميع المقالات إلّا ما لا يعدّه المتكلمون قولا وكان عندهم عارضا بهرجا.













مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید