المنشورات

معاوية يلجأ الى الترغيب بالمال والتولية على عكس علي

والجملة أنّ رجالات العرب ورؤساء الأعراب وكثيرا من أهل البأس والنجدة والرئاسة في المشيرة كان سوء معاويّة ومعاملته أحبّ إليهم من سوء عليّ إبن أبي طالب ومعاملته، لأنّ القوم، لمّا ثبت عندهم من إطعام خراج مصر عمرو بن العاص ما ثبت، ومن ضمانه لذي الكلاع سميفع بن ناكور ما ضمن، ولحبيب بن مسلمة ما قد علمت، ورأوا ما صنع عليّ بيزيد بن حجبة وسمعوا ردّ جوابه على من سأله أن يزيد في عطاء الحسن والحسين وكيف قال، ورأوا مع ذلك شدّته على الخائن وقمعه للظالم وأنّ الرجال أنّما تحظى عنده على قدر الزهد والفقه وعلى قدر الوفاء والنجدة وعلى قدر العلم بالكتاب والسنّة، لم يكن لهم همّ إلّا التخلّص إلى معاوية وإلّا أن يصيروا إلى من يرتع ويرتعون معه ويأخذ ويأخذون معه ويذهب مذهب التودّد والتحبّب والتألف ويدع مذهب الإمامة وإقامة جزاء الحسنة والسيّئة؛ وقد قال خالد ابن المعمّر لعلياء بن الهيثم: «اتّق الله في عشيرتك وانظر لنفسك ورحمك، ما يؤمل عند رجل أردتّه على أن يزيد في عطاء الحسن والحسين درّيهمات يسيرة ريثما يبلان بها من طريف عيشهما، فأبى وغضب؟» .















مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید