المنشورات

معاوية لم يحتج بحجج السفيانية

. باسم الله الرحمن الرحيم فأول ما أبدؤك به وأوّل ما أذكره لك من هذه الخصال، تعريفك أن معاوية لم يحتجّ بشيء من هذا قطّ ولا احتج له به في عصره أحد، ولا جرى لهذا الشكل ذكر قطّ ولا خطر على بال؛ فمنه ما تكلفه أعداء عليّ من المتكلمين وأهل السباب من الناصبة الملاعين، ومنه ما هو تخريج من أصحابنا لخصومهم على أنفسهم ليتقدّموا في الحجّة وفي العتاد والعدّة وفي الأخذ بالثقة كصنيعهم واعتلالهم بمذاهب المخالفين ودعوى جميع المبطلين، ومنه ما حضرني عند ابتدائي الإخبار عنهم وما عزمت عليه من استقصاء كلّ شيء لهم لتعرف قوّة أوليائك وعجز أعدائك، وتعلم أنّ من عرف من حجج الخصم أكثر مما يعرفه الخصم كان بحجج نفسه أعرف وعلى معاني حقّه أغوص وعلى غايته أقدر وأنضى، ولكان أيأس للمخالف وآنس للموافق، ولأن تعلم أنّ أولياءك لو لم يجدوا في أنفسهم فضلا لما أعاروا بعض قوّتهم أعداءهم، ولأن لا يبقى على من قرأ كتابي شبهة بعد قراءته، والله الموفّق للصواب، وهو على كلّ شيء قدير.














مصادر و المراجع :

١- الرسائل السياسية

المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)

الناشر: دار ومكتبة الهلال، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید