المنشورات

عفوك يا ابن يوسف

البحر: وافر
يمدح الحجاج
(رَأَيتُ نَوارَ قَد جَعَلَت تَجَنّى ** وَتُكثِرُ لي المَلامَةَ وَالعِتابا)
(وَأَحدَثُ عَهدِ وَدَّكَ بِالغَواني ** إِذا ما رَأسُ طالِبِهِنَّ شابا)
(فَلا أَسطيعُ رَدَّ الشَيبِ عَنّي ** وَلا أَرجو مَعَ الكِبَرِ الشَبابا)
(فَلَيتَ الشَيبَ يَومَ غَدا عَلَينا ** إِلى يَومِ القِيامَةِ كانَ غابا)
(فَكانَ أَحَبَّ مُنتَظَرٍ إِلَينا ** وَأَبغَضَ غائِبٍ يُرجى إِيابا)
(فَلَم أَرَ كَالشَبابِ مَتاعَ دُنيا ** وَلَم أَرَ مِثلَ كِسوَتِهِ ثِيابا)
(وَلَو أَنَّ الشَبابَ يُذابُ يَوماً ** بِهِ حَجَرٌ مِنَ الجَبَلَينِ ذابا)
(فَإِنّي يا نُوارُ أَبى بَلائي ** وَقَومي في المَقامَةِ أَن أُعابا)
(هُمُ رَفَعوا يَدَيَّ فَلَم تَنَلني ** مُفاضَلَةً يَدانِ وَلا سِبابا)
(ضَبَرتُ مِنَ المِئينَ وَجَرَّبَتني ** مَعَدٌّ أُحرِزَ القُحامَ لِرِغابا)
(بِمُطَّلِعِ الرِهانِ إِذا تَراخى ** لَهُ أَمَدٌ أَلَحَّ بِهِ وَثابا)
(أَميرَ المُؤمِنينَ وَقَد بَلَونا ** أُمورَكَ كُلَّها رُشداً صَوابا)
(تَعَلَّم إِنَّما الحَجّاجُ سَيفٌ ** تُجَذُّ بِهِ الجَماجِمَ وَالرِقابا)
(هُوَ السَيفُ الَّذي نَصَرَ اِبنَ أَروى ** بِهِ مَروانُ عُثمانَ المُصابا)
(إِذا ذَكَرَت عُيونُهُمُ اِبنَ أَروى ** وَيَومَ الدارِ أَسهَلَتِ اِنسِكابا)
(عَشِيَّةَ يَدخُلونَ بِغَيرِ إِذنٍ ** عَلى مُتَوَكِّلٍ وَفّى وَطابا)
(خَليلِ مُحَمَّدٍ وَإِمامِ حَقٍّ ** وَرابِعِ خَيرِ مَن وَطِئَ التُرابا)
(فَلَيسَ بِزايِلٍ لِلحَربِ مِنهُم ** شِهابٌ يُطفِؤونَ بِهِ شِهابا)
(بِهِ تُبنى مَكارِمُهُم وَتُمرى ** إِذا ما كانَ دِرَّتُها اِعتِصابا)
(وَخاضِبِ لِحيَةٍ غَدَرَت وَخانَت ** جَعَلتَ لِشَيبِها دَمَهُ خِضابا)
(وَمُلحَمَةٍ شَهِدتَ لِيَومَ بَأسٍ ** تَزيدُ المَرءَ لِلأَجَلِ اِقتِرابا)
(تَرى القَلعِيَّ وَالماذِيَّ فيها ** عَلى الأَبطالِ يَلتَهِبُ اِلتِهابا)
(شَدَختَ رُؤوسَ فِتيَتَها فَداخَت ** وَأَبصَرَ مَن تَرَبَّصَها فَتابا)
(رَأَيتُكَ حينَ تَعتَرِكُ المَنايا ** إِذا المَرعوبُ لِلغَمَراتِ هابا)
(وَأَذلَقَهُ النِفاقُ وَكادَ مِنهُ ** وَجيبُ القَلبِ يَنتَزِعُ الحِجابا)
(تَهونُ عَلَيكَ نَفسُكَ وَهوَ أَدنى ** لِنَفسِكَ عِندَ خالِقِها ثَوابا)
(فَمَن يَمنُن عَلَيكَ النَصرَ يَكذِب ** سِوى اللَهِ الَّذي رَفَعَ السَحابا)
(تَفَرَّد بِالبَلاءِ عَلَيكَ رَبٌّ ** إِذا ناداهُ مُختَشِعٌ أَجابا)
(وَلَو أَنَّ الَّذي كَشَّفتَ عَنهُم ** مِنَ الفِتَنِ البَلِيَّةَ وَالعَذابا)
(جَزوكَ بِها نُفوسَهُمُ وَزادوا ** لَكَ الأَموالَ ما بَلَغوا الثَوابا)
(فَإِنّي وَالَّذي نَحَرَت قُرَيشٌ ** لَهُ بِمِنىً وَأَضمَرَتِ الرِكابا)
(إِلَيهِ مُلَبَّدينَ وَهُنَّ خوصٌ ** لِيَستَلِموا الأَواسِيَ وَالحِجابا)
(لَقَد أَصبَحتُ مِنكَ عَلَيَّ فَضلٌ ** كَفَضلِ الغَيثِ يَنفَعُ مَن أَصابا)
(وَلَو أَنّي بِصينِ اِستانَ أَهلي ** وَقَد أَغلَقتُ مِن هَجرَينِ بابا)
(عَلَيَّ رَأَيتُ يا اِبنَ أَبي عَقيلٍ ** وَرائي مِنكَ أَظفاراً وَنابا)
(فَعَفوُكَ يا اِبنَ يوسُفَ خَيرُ عَفوٍ ** وَأَنتَ أَشَدُّ مُنتَقِمٍ عِقابا)
(رَأَيتُ الناسَ قَد خافوكَ حَتّى ** خَشوا بِيَدَيكَ أَو فَرَقوا الحِسابا)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید