المنشورات

ما بعد بشر من عزاء

البحر: طويل
يرثي بشر بن مروان
(أَعَينَيَّ إِلّا تُسعِداني أَلُمكُما ** فَما بَعدَ بِشرٍ مِن عَزاءٍ وَلا صَبرِ)
(وَقَلَّ جَداءً عَبرَةٌ تَسفَحانِها ** عَلى أَنَّها تَشفي الحَرارَةَ في الصَدرِ)
(وَلَو أَنَّ قَوماً قاتَلوا المَوتَ قَبلَنا ** بِشَيءٍ لَقاتَلنا المَنِيَّةَ عَن بِشرِ)
(وَلَكِن فُجِعنا وَالرَزيئَةُ مِثلُهُ ** بِأَبيَضَ مَيمونِ النَقيبَةِ وَالأَمرُ)
(عَلى مَلِكٍ كادَ النُجومُ لِفَقدِهِ ** يَقَعنَ وَزالَ الراسِياتُ مِنَ الصَخرِ)
(أَلَم تَرَ أَنَّ الأَرضَ هُدَّت جِبالُها ** وَأَنَّ نُجومَ اللَيلِ بَعدَكَ لا تَسري)
(وَما أَحَدٌ ذو فاقَةٍ كانَ مِثلَنا ** إِلَيهِ وَلَكِن لا بَقِيَّةَ لِلدَهرِ)
(فَإِن لا تَكُن هِندٌ بَكَتهُ فَقَد بَكَت ** عَلَيهِ الثُرَيّا في كَواكِبِها الزُهرِ)
(أَغَرُّ أَبو العاصي أَبوهُ كَأَنَّما ** تَفَرَّجَتِ الأَثوابُ عَن قَمَرٍ بَدرِ)
(نَمَتهُ الرَوابي مِن قُرَيشٍ وَلَم تَكُن ** لَهُ ذاتُ قُربى في كُلَيبٍ وَلا صِهرِ)
(سَيَأتي أَميرَ المُؤمِنينَ نَعِيُّهُ ** وَيَنمي إِلى عَبدِ العَزيزِ إِلى مِصرِ)
(بِأَنَّ أَبا مَروانَ بِشراً أَخاكُما ** ثَوى غَيرَ مَتبوعٍ بِعَجزٍ وَلا غَدرِ)
(وَقَد كانَ حَيّاتُ العِراقُ يَخِفنَهُ ** وَحَيّاتُ ما بَينَ اليَمامَةِ وَالقَهرُ)
(وَقَد أوثِرَت أَرضٌ عَلَينا تَضَمَّنَت ** رَبيعَ اليَتامى وَالمُقيمَ عَلى الثَغرِ)
(وَكانَت يَدا بِشرٍ يَدٌ تُمطِرُ النَدى ** وَأُخرى تُقيمُ الدينَ قَسراً عَلى قَسرِ)
(أَقولُ لِمَحبوكِ السَراةِ كَأَنَّهُ ** مِنَ الخَيلِ مَجنونُ الإِطاقَةِ وَالحُضرِ)
(أَغَرَّ صَريحِيٍّ أَبوهُ وَأُمُّهُ ** طَويلٍ أَمَرَّتهُ الجِيادُ عَلى شَزرِ)
(أَتَصهِلُ عِندي بَعدَ بِشرٍ وَلَم تَذُق ** ذُكورَةَ قَطّاعِ الضَريبَةِ ذي أَثرِ)
(غَضِبتُ وَلَم أَملِك لِبِشرٍ بِصارِمٍ ** عَلى فَرَسي عِندَ الجَنازَةِ وَالقَبرِ)
(حَلَفتُ لَهُ لا يَتبَعُ الخَيلَ بَعدَها ** صَحيحُ الشَوى حَتّى يَكوسَ مِنَ العَقرِ)
(أَلَستُ شَحيحاً إِن رَكِبتُكَ بَعدَهُ ** لِيَومَ رِهانٍ أَو غَدَوتَ مَعي تَجري)
(وَكُنّا بِبِشرٍ قَد أَمِنّا عَدُوَّنا ** مِنَ الخَوفِ وَاِستَغنى الفَقيرُ عَنِ الفَقرِ)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید