المنشورات

لو كان البكاء يرد شيئًا

البحر: وافر
يرثي بنيه
(تَمَنّى المُستَزيدَةُ لي المَنايا ** وَهُنَّ وَراءَ مُرتَقِبِ الجُدورِ)
(فَلا وَأَبي لَما أَخشى وَرائي ** مِنَ الأَحداثِ وَالفَزَعِ الكَبيرِ)
(أَجَلُّ عَلَيَّ مَرزِئَةً وَأَدنى ** إِلى يَومِ القِيامَةِ وَالنُشورِ)
(مِنَ البَقَرِ الَّذينَ رُزِئتُ خَلّوا ** عَلَيَّ المُضلِعاتِ مِنَ الأُمورِ)
(أَما تَرضى عُدَيَّةُ دونَ مَوتي ** بِما في القَلبِ مِن حَزَنِ الصُدورِ)
(بِأَربَعَةٍ رُزِئتُهُمُ وَكانوا ** أَحَبَّ المَيِّتينَ إِلى ضَميري)
(بَنِيَّ أَصابَهُم قَدَرُ المَنايا ** فَهَل مِنهُنَّ مِن أَحَدٍ مُجيري)
(دَعاهُم لِلمَنِيَّةِ فَاِستَجابوا ** مَدى الآجالِ مِن عَدَدِ الشُهورِ)
(وَلَو كانوا بَنو جَبَلٍ فَماتوا ** لَأَصبَحَ وَهوَ مُختَشِعُ الصُخورِ)
(وَلَو تَرضَينَ مَمّا قَد لَقينا ** لِأَنفُسِنا بِقاصِمَةِ الظُهورِ)
(رَأَيتِ القارِعاتِ كَسَرنَ مِنّا ** عِظاماً كَسرُهُنَّ إِلى جُبورِ)
(فَإِنَّ أَباكِ كانَ كَذاكَ يَدعو ** عَلَينا في القَديمِ مِنَ الدُهورِ)
(فَماتَ وَلَم يَزِدهُ اللَهُ إِلّا ** هَواناً وَهوَ مُهتَضَمُ النَصيرِ)
(رُزِئنا غالِباً وَأَباهُ كانا ** سِماكَي كُلِّ مُهتَلِكٍ فَقيرِ)
(وَلَو كانَ البُكاءُ يَرُدُّ شَيئاً ** عَلى الباكي بَكَيتُ عَلى صُقوري)
(إِذا حَنَّت نَوارُ تَهيجُ مِنّي ** حَرارَةَ مِثلِ مُلتَهِبِ السَعيرِ)
(حَنينِ الوالِهَينِ إِذا ذَكَرنا ** فُؤادَينا اللَذَينِ مَعَ القُبورِ)
(إِذا بَكَيا حُوارَهُما اِستَحَثَّت ** جَناجِنَ جِلَّةِ الأَجوافِ خورِ)
(بَكَينَ لِشَجوِهِنَّ فَهِجنَ بَركاً ** عَلى جَزَعٍ لِفاقِدَةٍ ذُكورِ)
(كَأَنَّ تَشَرُّبَ العَبَراتِ مِنها ** هِراقَةُ شِنَّتَينِ عَلى بَعيرِ)
(كَلَيلِ مُهَلهَلٍ لَيلي إِذا ما ** تَمَنّى الطولَ ذو اللَيلِ القَصيرِ)
(يَمانِيَةٌ كَأَنَّ شَآمِياتٌ ** رَجَحنَ بِجانِبَيهِ عَنِ الغُؤورِ)
(كَأَنَّ اللَيلَ يَحسِبُهُ عَلَينا ** ضِرارٌ أَو يَكُرُّ إِلى نُذورِ)
(كَأَنَّ نُجومَهُ شولٌ تَثَنّى ** لِأَدهَمَ في مَبارِكِها عَقيرِ)
(وَكَيفَ بِلَيلَةٍ لا نَومَ فيها ** وَلا ضَوءٍ لِصاحِبِها مُنيرِ)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید