المنشورات

أسود عليها الموت

البحر: طويل
يمدح بني ضبة
(رَعَت ناقَتي مِن أُمِّ أَعيَنَ رَعيَةً ** يُشَلُّ بِها وَضعاً إِلى الحَقَبِ الضَفرُ)
(يَقولونَ وَالأَمثالُ تُضرَبُ لِلأَسى ** أَما لَكَ عَن شَيءٍ فُجِعتَ بِهِ صَبرُ)
(وَما ذَرَفَت عَيناكَ إِلّا لِدِمنَةٍ ** بِحُزوى مَحَتها الريحُ بَعدَكَ وَالقَطرُ)
(أَقامَ بِها مِن أُمِّ أَعيَنَ بَعدَها ** رَمادٌ وَأَحجارٌ بِرابِيَةٍ قَفرُ)
(وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ كَأَنَّني ** بِها سَلَمٌ في كَفِّ صاحِبِها ثَأرُ)
(فَقُلتُ لَهُم سيروا لِما أَنتُمُ لَهُ ** فَقَد طالَ أَن زُرنا مَنازِلَها الهَجرُ)
(أَما نَحنُ راؤو أَهلِها غَيرَ هَذِهِ ** يَدَ الدَهرِ إِلّا أَن يُلِمَّ بِها سَفرُ)
(إِذا كانَ رَأسُ المَرءِ أَشيَبَ هَكَذا ** وَلَم يَنهَ عَن جَهلٍ فَلَيسَ لَهُ عُذرُ)
(وَمَغبوقَةٍ دونَ العِيالِ كَأَنَّها ** جَرادٌ إِذا أَجلى مَعَ الفَزَعِ الفَجرُ)
(عَوابِسَ ما تَنفَكُّ تَحتَ بُطونِها ** سَرابيلُ أَبطالٍ بَنائِقُها حُمرُ)
(تَرَكنَ اِبنَ ذي الجِدَّينِ يَنشِجُ مُسنِداً ** وَلَيسَ لَهُ إِلّا أَلاءَتَهُ قَبرُ)
(وَهُنَّ بِشِرحافٍ تَدارَكنَ دالِقاً ** عُمارَةَ عَبسٍ بَعدَما جَنَحَ العَصرُ)
(وَهُنَّ عَلى خَدَّي شُتَيرِ بنِ خالِدٍ ** أُثيرَ عَجاجٌ مِن سَنابِكِها كُدرُ)
(وَيَوماً عَلى اِبنِ الجَونِ جالَت جِيادُهُم ** كَما جالَ في الأَيدي المُجَرَّمَةُ السُمرُ)
(إِذا سَوَّمَت لِلبَأسِ أَغشى صُدورَها ** أُسودٌ عَلَيها المَوتُ عادَتُها الهَصرُ)
(غَداةَ أَحَلَّت لِاِبنِ أَصرَمَ طَعنَةٌ ** حُصَينٌ عَبيطاتِ السَدائِفِ وَالخَمرِ)
(بِها زَيَلَ اِبنُ الجَونِ مُلكاً وَسَلَّبَت ** نِساءٌ عَلى اِبنِ الجَونِ جَدَّعَها الدَهرُ)
(خَرَجنَ حَريراتٍ وَأَبدَينَ مِجلَداً ** وَجالَت عَلَيهُنَّ المُكَتَّبَةُ الصُفرُ)
(إِذا حَلَّتِ الخَرماءَ عَمروُ بنُ عامِرٍ ** وَسالَت عَلَيها مِن مَناكِبِها بَكرِ)
(بِحَيٍّ جُلالٍ يَدفَعَ الضَيمَ عَنهُمُ ** هَوادِرُ في الأَجوافِ لَيسَ لَها سَبرُ)
(رَأَيتُ تَميماً يَجهَشونَ إِلَيهِمُ ** إِذا الحَربُ هَزَّتها كَتائِبُها الخُضرُ)
(وَإِن هَبَطَت أَرطى لُهابٍ ظَعينَةٌ ** تَميمِيَّةٌ حَلَّت إِذا فَزِعَ النَفرُ)
(وَلَيسَ رَئيسٌ زارَ ضَبَّةَ مُخطِئاً ** يَدَيهِ اِصفِرارٌ بِالأَسِنَّةِ أَو أَسرُ)
(يَهُزّونَ أَرماحاً طِوالاً مُتونُها ** بِهِنَّ الغِنى يَومَ الوَقيعَةِ وَالفَقرُ)
(وَأَوثَقُ مالٍ عِندَ ضَبَّةَ بِالغِنى ** إِذا اِحتَرَبَ الناسُ الإِباحَةُ وَالقَسرُ)
(وَكانَت إِذا لاقَت رَئيساً رِماحُهُم ** عَلَيهِنَّ أَن يَبعَجنَ سُرَّتَهُ نَذرُ)
(وَزائِرَةٌ آباءَها بَعدَما اِلتَقَت ** جَوانِحُها ما كانَ سيقَ لَها مَهرُ)
(إِذا ما اِبنُها لاقى أَخاها تَعاوَرا ** عُيوناً مِنَ البَغضاءِ أَبصارُها خُزرُ)
(وَيَمنَعُها مِن أَن يَقولَ سَبِيَّةٌ ** بَنونَ لَها مِن غَيرِ أُسرَتِها زُهرُ)
(فَما ضَرَّ إِهلاكُ الكَرائِمِ غالِباً ** مِنَ المالِ إِذ وارى شَمائِلَهُ القَبرُ)
(وَلا حاتِماً أَزمانَ لَو شاءَ حاتِمٌ ** مِنَ المالِ وَالأَنعامِ كانَ لَهُ وَفرُ)
(وَما قَبَضَت كَفّاً يَدٌ دونَ مالِها ** لِتَمنَعَهُ إِلّا سَيَملِكُهُ الدَهرُ)










مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید