المنشورات
لو أني ملكت يدي ونفسي
البحر: وافر
قال أبو عبدالله: حدث المفضل أبو شفقل كاتب الفرزدق وراويته قال: كنت أكتب شعره بالليل، فدخلت ذات ليلة نوار، فقالت: يا أبا شفقل قد ترى ما أنا فيه من هذا الشيخ وسوء خلقه وشره، وقد أردت فراقه، فكلمه في ذلك، فقلت لها: سميعًا-أي كلمت سميعًا- فكلمته في ذلك فقال: لا! حتى أشهد الحسن البصري. فقلت: اذهب بنا إليه، فأتيناه، فلما رآنا مقبلين قال: ايه أبا فراس. قال: أشهد يا أباسعيد أني قد طلقت النوار ثلاثًا. فقال الحسن: شهدنا. ثم ندم على طلاقها فرجع وهو يقول:
(نَدِمتُ نَدامَةَ الكُسَعِيِّ لَمّا ** غَدَت مِنّي مُطَلَّقَةٌ نَوارُ)
(وَكانَت جَنَّتي فَخَرَجتُ مِنها ** كَآدَمَ حينَ لَجَّ بِها الضِرارُ)
(وَكُنتُ كَفاقِئٍ عَينَيهِ عَمداً ** فَأَصبَحَ ما يُضيءُ لَهُ النَهارُ)
(وَلا يوفي بِحُبِّ نَوارَ عِندي ** وَلا كَلَفي بِها إِلّا اِنتِحارُ)
(وَلَو رَضِيَت يَدايَ بِها وَقَرَّت ** لَكانَ لَها عَلى القَدَرِ الخِيارُ)
(وَما فارَقتُها شِبَعاً وَلَكِن ** رَأَيتُ الدَهرَ يَأخُذُ ما يُعارُ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان الفرزدق
المؤلف: أبي فراس
همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم،
ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.
(38 هـ - 658 م)
(110 هـ - 728 م)
شرحه وضبطه وقدّم
له: الأستاذ علي فاعور
الناشر: دار
الكتب العلمية
بيروت - لبنان
الطبعة: الأولى
(1407 هـ - 1987 م)
7 يونيو 2024
تعليقات (0)