المنشورات
ألكني وقد تأتي الرسالة من نأى
البحر: طويل
قال في عبدالله بن شريك النهشلي:
(أَلِكني وَقَد تَأتي الرِسالَةُ مَن نَأى ** إِلى اِبنِ شَريكٍ ذي الحُجولِ المُطَوَّقِ)
(بِأَنَّ جَناباً لَم يُغَيِّر فُؤادَهُ ** تَلاقي مَعَدٍّ في مَناخِ التَفَرُّقِ)
(وَما زادَهُ إِلّا اِنفِراثاً لِقاؤُهُ ** قُرَيشاً وَما اِستَحيا وَذو العِرضِ يَتَّقي)
(عَلى نَفسِهِ حَتّى يُزايِلَ جارَهُ ** كَريماً وَلَم يَظعَن بِعِرضٍ مُخَرَّقِ)
(أَلَم أَضمَنِ المَوتَ الَّذي لا يَرُدُّهُ ** إِذا جاءَ إِلّا رَبُّ غَربٍ وَمَشرِقِ)
(لِذَحلَيهُما إِذ فَوَّزَت نِقضَياهُما ** بِبايِنَةٍ عَن زَورِها كُلَّ مِرفَقِ)
(وَقُلتُ لِأُخرى اِستَظهِروا بِنَجائِها ** كَأَحقَبِ ميفاءٍ عَلى القورِ سَهوَقِ)
(إِذا شَلَّ في صَمّانَةٍ أَوقَدَت لَهُ ** حَوافِرُها نيرانَ مَروٍ مُفَلَّقِ)
(كَأَنَّ عُكاظِيّاً لَهُ حينَ زايَلَت ** عَقيقَتُهُ سِربالَ حَولٍ مُمَزَّقِ)
(وَأَلقَيتُ عَن ظَهرَيهِما شِملَتَيهِما ** بِأَردِيَةِ العَصبِ اليَماني المُلَفَّقِ)
(وَما كُنتُما أَهلاً لَهُ غَيرَ أَنَّني ** ذَكَرتُ أَبي لِلصاحِبِ المُتَعَلِّقِ)
(وَكَم عَن جَنابٍ لَو تَلَبَّثَ لَم يَؤب ** إِلى أَهلِهِ إِلّا بِكُرسوعِ مِرفَقِ)
(فَمِنهُنَّ عَندَ البَيتِ حَيثُ سَرَقنَهُ ** مَتاعُ أَبي زَبّانَ في أَيُّ مَسرَقِ)
(بِمَنزِلَةٍ بَينَ الصَفا كُنتُما بِها ** وَزَمزَمَ وَالمَسعى وَعِندَ المُحَلَّقِ)
(وَمِنهُنَّ إِذ راعى جَناباً وَقَد دَنا ** إِلى بابِ مِغلاقِ الشَبا غَيرِ مُغلَقِ)
(فَلَمّا رَأى أَن قَد كَرَرتُ وَراءَهُ ** تَكَشَّرَ وَالحَوباءُ عِندَ المُخَنَّقِ)
(تَكَشَّرَ مَكروبٍ يُتَلُّ وَكَم رَأى ** عَلى بابِ سَلمٍ مِن أَكُفٍّ وَأَسوُقِ)
(فَلَو أَنَّني داوَيتُ قَوماً شَفَيتُهُم ** وَلَكِنَّني لاقَيتُ مِثلَ الجَلَوبَقِ)
(وَكُنتُ أَرى أَنَّ الجَلَوبَقَ قَد ثَوى ** فَيَنفِقُ لي مِن بَينَ رُكنَي مُخَفَّقِ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان الفرزدق
المؤلف: أبي فراس
همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم،
ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.
(38 هـ - 658 م)
(110 هـ - 728 م)
شرحه وضبطه وقدّم
له: الأستاذ علي فاعور
الناشر: دار
الكتب العلمية
بيروت - لبنان
الطبعة: الأولى
(1407 هـ - 1987 م)
9 يونيو 2024
تعليقات (0)