المنشورات

تَمَنّيتُ أنّي من هِضابِ يَلَملَمِ

تَمَنّيتُ أنّي من هِضابِ يَلَملَمِ،
إذا ما أتاني الرُّزْءُ لم أتَلَمْلَمِ

فَمي أخَذَتْ منهُ اللّيالي، وإنّني
لأشرَبُ منْهُ في إناءٍ مثلَّم

وأودى بظَلمِ الثّغرِ صبحٌ وحِندِسٌ،
متى يَنظُرا في نَيّرِ العَينِ يُظلِم

فذاهِبُنا كالتُّرْبِ ليسَ بناطِقٍ،
وغابرُنا مثلُ الأسيرِ المكلَّم

يُحَبّبُ دُنيانا إلَينا قطينُها،
فمَنْ يَنأ عَنهُمْ يَسلُ عَنها ويَسْلَم

متى تَنفَرِدْ لا تغبِطِ المالَ مُثرِياً،
وتَستَغنِ، لا تجهَلْ، ولا تَتَحلّم

ومن شأنِ هذا الخلقِ غِشٌّ وظِنّةٌ،
ومَنْ يَتَقَرّبْ منهُمُ يتَظَلّم

فإنْ يَسألِ الباقي الثرى عن مَعاشرٍ
ألمّتْ بهِ، يُخبَرْ ولا يتَكَلّم

وكان حلول الرّوح، في الجسم، نكبةً
على خَيرِ مَعيا، أو على شرّ مَعْلَم

فهل كفّ وقتٌ لم يكنْ لعُطارِدٍ
شَبا ظُفُرٍ، في الأربِعاءِ، مُقلَّم؟

هيَ الدّارُ يَثويها الفَتى ثمّ يَغتَدي،
ويترُكُها للوارِثِ المتَسَلِّم













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید