المنشورات

إذا لم تكُنْ دُنياكَ دارَ إقامَةٍ

إذا لم تكُنْ دُنياكَ دارَ إقامَةٍ،
فَما لكَ تَبْنيها بناءَ مُقيمِ؟

أرى النّسلَ ذَنباً للفتى لا يُقالُهُ،
فلا تَنكِحَنّ، الدّهرَ، غيرَ عقيم

فحالُ وحيدٍ لم يُخَلِّفْ مُناسِباً،
تُشابِهُ حالَيْ عامِرٍ وتَميم

وأعجَبُ من جَهلِ الذينَ تكاثَروا
بمجدٍ لهم، من حادِثٍ وقَديم

وأحلفُ، ما الدّنيا بدارِ كرامةٍ،
ولا عَمَرَتْ، من أهلِها، بكريم

سأرْحَلُ عَنها، لا أُؤمّلُ أوبَةً،
ذميماً تولّى عن جِوارِ ذميم

وما صَحّ ودُّ الخِلّ فيها، وإنّما
تَغُرُّ بودٍّ، في الحَياةِ، سقيم

فَلا تَتَعَلّلْ بالمُدامِ، وإنْ تَجُزْ
إلَيها الدّنايا، فاخشَ كلَّ نديم

وجدْتَ بني الدّنيا، لدى كلّ موْطنٍ،
يعدُّونَ فيها شِفَوةً كنَعيم

يَزيدكُ فقراً، كلّما ازدَدتَ ثروةً،
فتَلقَى غَنيّاً في ثيابِ عَديم

فَسادٌ وكونٌ حادِثانِ كلاهما
شَهيدٌ بأنّ الخَلقَ صنعُ حَكيم













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید