المنشورات

صَفَرِيٌّ من بَعدِه رَجبيُّ

صَفَرِيٌّ من بَعدِه رَجبيُّ،
فانظُرَنْ أينَ جادَ ذاكَ الحَبيُّ

زَعَمَتْ، أنّ نارَها ما خَبَتْ، فا
رِسُ، والدّهرُ فيهِ مَعنًى خبيّ

نامَ عَنّا رَبيُّنا، وهَلاكُ الـ
ـرَّكبِ يُخشَى، إنْ نام عنهُ الرَّبيّ

عَلِمَ الكائناتِ، في كلّ وَجهٍ،
أوّلٌ عندَهُ السّماكُ صَبيّ

خالِقُ النّيّرانِ، ما يتَغابَى العَبـ
ـدُ، لكنّه ضعيفٌ غَبيّ

أيّها الغِرُّ، إنْ خُصِصْتَ بعقَلٍ،
فاسألَنْهُ، فكلُّ عَقلٍ نَبيّ

حَلَبُوا دُرّةَ الكُؤوسِ، وألغَوا
ما رواهُ الكرخيُّ والحَلبيّ

وشَرابي ماءٌ قَراحٌ، وحَسبي،
لا يُهَنّأ شَرابُكَ العِنَبيّ

وكَفاني، ممّا يُعَبُّ، لُجَينـ
ـيٌّ، إذا عُبّ صِرْفُكَ الذّهبيّ

فتَنَتْكَ السّبيّتانِ، فبَيضا
ءُ وحمراءُ، من كرومٍ سبيّ

جُلِبَتْ هذهِ بسُمْرٍ، وهاتيـ
ـكَ بصُفْرٍ، لها أبٌ لَهبيّ

قَدَرٌ غالِبٌ، وأمرٌ قَديمٌ،
يتَضاهَى ذَليلُهُ والأبيّ

واختِلافٌ من عُنصُرٍ ذي اتّفاقٍ،
وتَسَاوى الزَّنْجيُّ والعَرَبيّ

غرّكُمْ بالخِلافِ أصفَرُ قَيسٍ،
برهَةً، ثمّ أصفَرٌ ثَعلَبيّ













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید