المنشورات

أفي الناس أمثالي؟

البحر: طويل
(ألم تسالِ الدارَ القديمةَ: هلَ لها ** بأُمّ حسين، بعد عهدكَ، من عَهدِ؟)
(سلي الركبَ: هل عجنا لمغناكِ مرً ** صدورُ المطايا، وهيَ موقرةُ تخدي)
(وهل فاضتِ العينُ الشَّروقُ بمائِها، ** من أجلكِ، حتى اخضل من دمعها بردي)
(وإني لأستَجري لكِ الطيرَ جاهداً، ** لتجري بيمنٍ من لقائكِ أوْ سعدِ)
(وإني لأستبكي، إذا الرّكبُ غرّدوا ** بذكراكِ، أن يحيا بكِ الركبُ إذ يحدي)
(فهل تجزيني أمُّ عمروٍ بودها ** فإنّ الذي أخفي بها فوقَ ما أبدي)
(وكلّ محبٍ لم يزدْ فوقَ حهدهِ ** وقد زدتها في الحبّ منيّ على الجهدِ)
(إذا ما دنتْ زدتُ اشتياقاً، إن نأتْ ** جزعتُ لنأيِ الدارِ منها وللبعدِ)
(أبى القلبُ إلاّ حبَّ بثنةِ لم يردْ ** سواها وحبُّ القلبِ بثنةَ لا يجدي)
(تعلّقَ روحي روحَها قبل خَلقِنا، ** ومن بعد ما كنا نطافاً وفي المهدِ)
(فزاد كما زدنا، فأصبحَ نامياً، ** وليسَ إذا متنا بِمُنتقَضِ العهد)
(ولكنّه باقٍ على كلّ حالةٍ، ** وزائِرُنا في ظُلمةِ القبرِ واللحد)
(وما وجدتْ وجدي به أمٌ واحدٍ ** ولا وجدَ النهديّ وجدي على هندِ)
(ولا وجدَ العذريّ عروةُ، إذ قضى ** كوجدي، ولا من كان قبلي ولا بعدي)
(على أنّ منْ قد ماتَ صادفَ راحةً، ** وما لفؤادي من رَواحِ ولا رُشد)
(يكاد فَضِيضُ الماءِ يَخدِشُ جلدَها، ** إذا اغتسلتْ بالماءِ، من رقةِ الجلدِ)
(وإني لمشتاقٌ إلى ريح جيبها، ** كما اشتاقُ إدريسُ إلى جنةِ الخلدِ)
(لقد لامني فيها أخٌ ذو قرابةٍ، ** حبيبٌ إليه، في مَلامتِه، رُشدي)
(وقال: أفقْ، حتى متى ّ أنتَ هائمٌ ** ببَثنةَ، فيها قد تُعِيدُ وقد تُبدي؟)
(فقلتُ له: فيها قضى الله ما ترى ** عليّ، وهَلْ فيما قضى الله من ردّ؟)
(فإن كان رُشداً حبُّها أو غَوايةً، ** فقد جئتهُ ما كانَ منيّ على مدِ)
(لقد لَجّ ميثَاقٌ من الله بيننا، ** وليس، لمن لم يوفِ الله، من عَهْد)
(فلا وأبيها الخير، ما خنتُ عهدها ** ولا ليَ عِلْمٌ بالذي فعلتْ بعدي)
(وما زادها الواشونَ إلاّ كرامةً ** عليّ، وما زالتْ مودّتُها عندي)
(أفي الناس أمثالي أحبَّ، فحالُهم ** كحالي، أم أحببتُ من بينهم وحدي؟)
(وهل هكذا يلقَى المُحبّونَ مثلَ ما ** لقيتُ بها، أم لم يجدَ أحدٌ وجدي)
(يغور، إذا غارت، فؤادي، وإن تكن ** بنجدٍ، يَهِمْ منّي الفؤادُ إلى نجد)
(أتيتُ بنيّ سعدٍ صحيحاً مسلماً ** وكانَ سقَامَ القلب حُبُّ بني سعد)













مصادر و المراجع :

١- ديوان جميل بثينة

المؤلف: أبا عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي (82 هـ / 701 م)

الناشر: دار صادر، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید