قال أيضًا في سالم بن عقبة:
البحر: خفيف تام
(بكِّرا صاحبيَّ قبل الهجيرِ ** إذا ذاك النَّجاحَ في التَّبكيرُ)
(لا تَكُونَا عَلَيَّ كَالْخَفْضِ الرَّيِّ ** ضِ أمسى بنوره غير نورِ)
(أولعَ النَّاسُ بالمَلاَمَةِ والمَرْ ** ءُ على خُطَّةٍ من التَّقْدِيرِ)
(وَشِفَاءُ العيِّ السُّؤالُ فَقُومَا ** سَائِلاَ والْبَيَانُ عِنْدَ الْخَبيرِ)
(هلْ أُسَامي العُلاَ وأعْوِصُ بالْخَصْ ** م وأعْرِي مَحَجَّةَ الْخَيْتَعُورِ)
(من يقم في السَّواد واليدِ والإغ ** رام زِيراً فإنَّنِي غيْرُ زِير)
(ليس منِّي المقامُ أبكي على الرَّب ** عِ خَلاَ أهْلُهُ لِبيْن شَطِيرِ)
(إنَّ في ندوةِ الملوك لشغلاً ** عن ربابٍ وزينبٍ وقذورِ)
(قدْ تَعَلَّلْتُ بِالشَّبَابِ وَعُلِّلْ ** ت ببِيضٍ مثْلِ النَّحَارِجِ حُور)
(مُشْرِقاتُ الْوُجُوهِ يَسْحَبْنَ لِلَّهْ ** وِ عُيُوناً مَكْسُورةً بفُتُورِ)
(حَافِظَاتٍ على الأَخِلَّةِ ما طا ** ب وأبرقن كالسَّرابِ الغرور)
(يتساقينَ بالمضاحكِ كالشَّه ** دِ مَشُوباً بِمَاءِ مُزْنٍ نَمِير)
(وثقال الأعجاز قطَّعن قلبي ** بحديثٍ لذٍّ ودهرٍ قصير)
(ورضيتُ القليل منهنَّ إنِّي ** مِنْ قَلِيلٍ لَواثِقٌ بِكَثِير)
(وَطلبْتُ الْكبيرَ بالأَصْغر الأَصْ ** غر إنَّ الكبيرَ بعد الصَّغير)
(ديدني ذاك في الدُّجنَّة حتى ان ** جابَ عَنِّي الصِّبَى طُلُوعَ القَتير)
(ثُمَّ رَثَّ الْهَوَى ورَاجَعَنِي الْحِ ** لْمُ ورُدَّتْ عَارِيَّةُ الْمُسْتَعِير)
(وتركتُ المصابياتِ من الأش ** ياء صوراً يلمعن أو غيرَ صورِ)
(ليس كلُّ السُّرور يبقي نعيماً ** ربَّ غيٍّ يدبُّ تحت السُّرورِ)
(ذَهَبَتْ لَذَّةُ النِّسَاءِ فلا أَلْ ** قى نعيماً إلاَّ حديثّ الذُّكورِ)
(وَشَبَابي قدْ كانَ منْ لذَّةِ الْعَيْ ** ش فأودى وغالهُ ابنا سمير)
(وَكَذَاكَ الْجَدِيدُ يَبْلَى عَلَى الدَّهْرِ ** ولا بُدَّ لامْرِىء ٍ منْ عَشِير)
(ودَعَانِي إِلى فَتِيقِ بن عَجْلاَ ** ن بسلمٍ إحدى بنات الصُّدورِ)
(فحسرتُ الهمومَ عنِّي بعزمٍ ** غير بزلاء واهنٍ مستشير)
(وزمِيلٍ إِذا رأَى نِقْبَةَ اللَّيْ ** لِ تثنَّى كالشَّارب المخمورِ)
(بِتُّ ليْلِي أذُبُّ عَنْ وَجْهِهِ النَّوْ ** مَ وما بي إلاَّ انخزالُ العقير)
(يتمنَّى مشيَ البلاط وألهي ** هبشعري وكيفَ لهوُ الحسير)
(مَنّه بين صنع كسرى فحلوا ** ن فمرج العدى فذاتِ الصُّخورِ)
(كلُّ تيْهُورَةٍ تَرى دُونَهَا الْخَا ** لَ شروقاً تفضي إلى تيهور)
(وضَعَتْ بَيْضَهَا الأَنُوقُ بأعْلا ** هَا وزَادَتْ بِهَا هوادِي الصُّقُورِ)
(تسرحُ الدَّبرُ في جناهُ ويأوي ** في نعافٍ محفوفةٍ بالوعورِ)
(مُوحِشَاتٍ رَأْدَ النَّهَارِ ولاَ تُسْ ** طَاعُ بَيْنَ العِشاء والتَّسْحِير)
(منْ نُوَاح الْفقير لاَحَ عَلَى الْخا ** فِي وعَزْفِ الصَّيْدَانةِ الْعَنْقَفِير)
(ومقَام الأْكْراد فِي شَفَقِ الصُّبْ ** ح علَى رُكْنَها قَيَامَ النُّسُورِ)
(أصدعُ البلدة الغريبةَ بالحدِّ ** جلاداً عولين في تصبير)
(لاحقات الآطال عرِّين بالقض ** ب وماءِ الحديد دون النُّسور)
(كالسَّعَالي إِذَا توقلن كالقر ** ن وفى مقبلاً. . في الحدورِ)
(يتصدَّعن عن شرافيَّة الأذ ** ن أَمُونٍ في الْحنْدسِ الدَّيْجُور)
(منْ بناتِ العِفِرْنِ تَبْأرُ في الكُو ** مَةِ بأْرَ الْعَسِيفِ في الصَّاقُور)
(فإذا صوَّت الصَّدى أو دعا الأخ ** بلُ طارت كالخاضبِ المذعور)
(ظلَّ صدعَ النَّهارِ في الآل والأع ** بلِ يجتازهُ وفي الصُّعرورِ)
(ثُمَّ شَامَ الفراخ فارتد فارْمَ ** دَّ فشقَّ الْغَمِيرَ بَعْد الغَمِير)
(ذا عفاءٍ يفري الفريَّ وتحدُ ** وه النُّعامى مزورَّةً عن سفير)
(لابراتي من الجدالةِ إلاَّ ** دون ما تعتدي من التَّشمير)
(بَدْرُ لَيلٍ يخافُ سِنْدَأوُهُ الغي ** لَ وعَيْناً مِنْ صَيْدَنِيٍّ مُغيرِ)
(وحَبِيٍّ مِثْلِ الكُرَاع بَدَا في الأُ ** فقَ بَلٍّ كَالفَيْلَقِ الجُمْهُورِ)
(أعقبتهُ القبولُ روقاً من الأر ** نَبِ حَتَّى حَبَا حُبُوَّ الأَمِيرِ)
(يَتَلَظَّى كَالشَّمْعِ مِنْ شُرَفِ الْمِجْ ** دلِ أو كالَّنيرانِ أعلا ثبير)
(لا أرى ضوءهُ يبوخُ ولا يخ ** مَدُ إِلاَّ عَنْ عَامِلٍ مُسْتَطِيرِ)
(أَسَدِيٌّ إِذَا ترَجَّفَ وانْشَقَّ ** سَنَاهُ أَكَلَّ طرْقَ البَصِيرِ)
(بَاتَ قَلْبِي بِهِ مَنُوطاً وَبَاتَ اللَّيْ ** لُ في. . . . . . . . . . . . وصَبِيرِ)
(وإذ ما خفي أقولُ على البصر ** ةِ إِنِّي بِها كرِيبُ الضَّمِيرِ)
(زلتُ عنها إلى صقور بني عم ** رٍ و ولاقَى آسَادَ تلك الصُّقُورِ)
(بَرَقَتْ فِيهم السَّمَاءُ فكلَّفْ ** تُ صِحَابِي واللَّيْلُ مُلْقِي السُّتُور)
(عارضٌ يمطرُ السَّبيل وإن كا ** ن دُوَاراً فِي الْحَادِثِ الْقمْطرِيرِ)
(يسْلُقُ الْحرْب بالحُرُوب وَيُمْسِي ** عصراً في عصارةِ المستديرِ)
(فإذا حلَّتِ الوفودُ إليه ** بشَّرتْ ريحهُ بيومٍ مطيرِ)
(سُنَّةٌ مِنْ أَب كَبِيرٍ وَآبَا ** ءٍ تَوَالَوْا عَلَى احْتِمَالِ الْكبِيرِ)
(الكفاةُ الحماةُ إن قامت الحر ** بُ حَبَانا وَعَزَّ مافِي الصُّدُور)
(خطباءٌ على المنابرِ فرسا ** نٌ إِذَا أُعْلِمُوا لِيَوْمٍ نَكِيرِ)
(عندهمْ نجدةٌ إذا حمسَ الرَّو ** عُ وفيهم مَهابة للفُجُورِ)
(وسراعٌ إلى الأتاويّ بالعر ** فِ ولا يمحقون سهمَ الفقيرِ)
(نزلوا باليفاعِ من ذروة المج ** دِ بِحِلْمٍ ونائِلٍ ونكير)
(وَوَفَاءٍ بِمَا أَقَرُّوا على الأَنْ ** فسِ وأياً في العسرِ والتيسيرِ)
(نهضَ الشيبُ بالحمالةِ والمج ** دِ بِرَأي عَالٍ وأيْدٍ بُحُورِ)
(وفُتُوٌّ إِذَا اسْتَخَفَّتْهُمُ الْحَرْ ** بُ لقُوها كالأُسْدِ أو كالنُّمُورِ)
(رُتَّقٌ للثَّأي مَرَاجِيحُ فِي النَّدْ ** وةِ يشفون غلَّة المستجيرِ)
(لِعُبوا فِي الحُرُوب حتى اسْتكانتْ ** ثُمَّ رَحُوا فِي المِسْكِ أوْ فِي الْعَبِيرِ)
(كلُّهمُ يصدقُ اللِّقاء ولا يل ** فَى كَسَلْمٍ فِي المأزِقِ الْمُسْتَجِيرِ)
(مسلميٌّ تنجابُ عن وجههِ الحر ** ب نصِيراً كالهِبْرِزِيِّ النَّصِير)
(وأتاني مسيرُ سلمٍ عن النَّا ** سِ أميراً فقلتُ خيرُ أميرِ)
(نصبَ المقرباتِ والمسهبَ الآ ** فقَ حتَّى انطوين طيَّ الجريرِ)
(بغدوٍّ على الأعادي وروحا ** تٍ لقين الحيات من تقرير)
(كلّ خيفانةٍ تصانُ على الأق ** رَبِ صَوْنَ الْعُروس فِي الزَّمْهَرِير)
(سَمْحَةٍ فِي الشَّمَالِ مِثْلِ عَصَا الذَّا ** ئدِ أوْ مِثْلُها رَحَاةُ السَّجِير)
(وَمُنِيفِ الْقَذَالِ أضْلَعَ ذِي نِي ** رَيْنِ يَخْتالُ عادِياً فِي الْمَسِير)
(مِثْل كَرِّ الصَّنَاعِ يَهْوِي إِذا حنَّ ** كمَا حَنَّتِ الصَّبَا للدَّبُورِ)
(ثمَّ جلَّى عن الخليفةِ بالسَّي ** فِ غداة التقت صياصي الأمورِ)
(صَدَعَ الْعَسْكَرَ الْمُنِيف بدَا خضرى ** بضرب أتى على المغرورِ)
(فارعوى جهلهم وأدركت الحر ** بُ رِجَالاً تَجَرَّدُوا للظُهوِرِ)
(وكريمٌ يَرَى الْمَلاَمَةَ كَالْحَيَّ ** ةِ صبَّحنهُ مذرَّ الذُّرور)
(بِأطِيرٍ مِن الْمَوَدَّةِ دانٍ ** وثناءٍ كالْعَصْبِ عَصْبِ الْحَرِيرِ)
(فانْتمَى صَاعِداً وأشْرَقَ لِلْمجْ ** دِ وجَلَّى عَنْ صَوْبِ غَيْثٍ غَزِير)
(أيريحيٌّ إلى المحامد يهتزُّ ** اهْتِزَازَ الْمُهَنَّدِ الْمشْهُورِ)
(ضامنٌ للحلولِ إن هبَّتِ الرّي ** حُ بليلاً أرزاقهم من عقير)
(لا يصابي على الفضولِ ولا يع ** طِي افْتِخَاراً لاَ خَيْرَ فِي الْفِخِّير)
(سَيِّدٌ سُوقَةٌ وفِي الْمُلْك فَيَّا ** ضٌ يُحَامِي عن عِرْضِهِ بالنذور)
(وسماءٌ على العشيرةِ لا يق ** لِعُ إِلاَّ عنْ زَاهِرٍ مُسْتَنِيرِ)
(يشتري الحمد بالعتادِ وبالأم ** نِ يَرَى كَسْبَهُ من التَّوْفِيرِ)
(يا بن سيفِ العراقِ إنْ لم يزرْ مث ** لُكَ مِنَّا فأيْنَ بَيْتُ الْمَزُورِ)
(كَثُرَتْ حَوْلَكَ الْوُفَودُ وقدْ جِئْ ** نا قصيراً هذا أوانُ الصيَّورِ)
(إِنْ تكُنْ سَيِّداً فأنْتَ ابْنُ مَنْ سَا ** دَ تولَّى وما لهُ منْ نظيرِ)
(كَانَ غَيْثَ الضَّرِيكِ فِي حَجْرَةِ الْبَ ** أسِ وجاراً للحارمِ المستجيرِ)
(كمْ تلافَي أَبُوكَ مِنْ خائَفٍ جَا ** ء طرِيداً وغارِمٍ وأسِيرِ)
(أَنْبَتَ الرِّيشَ فِي جَنَاحَيْهِ حَتَّى ** عَادَ وَحْفا وطَارَ كُلَّ مَطيرِ)
مصادر و المراجع :
١- ديوان بشار بن برد
المؤلف: أبو
معاذ، بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)
جمعه وشرحه وكمله
وعلق عليه: فضيلة العلامة سماحة الأستاذ الإمام الشيخ (محمد الطاهر ابن عاشور)
الجزء الثاني:
علق عليه ووقف
على طبعه:
[محمد رفعت فتح
الله]
الأستاذ في كلية
اللغة العربية بالجامع الأزهر
و [محمد شوقي
أمين]
المحرر في مجمع
اللغة العربية بمصر
(1373 هـ - 1954
م)
الجزء الثالث:
راجع مخطوطته
ووقف على ضبطه وتصحيحه: محمد شوقي أمين (المحرر في مجمع اللغة العربية بمصر)
(1376 هـ - 1957
م)
الجزء الرابع:
راجعه وصححه:
محمد شوقي أمين (المحرر الأول في مجمع اللغة العربية بالقاهرة)
(1386 هـ - 1966
م)
الناشر: الجزء
(1): (صدر هذا الكتاب من وزارة الثقافة) بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية
2007
والجزء (2، 3،
4): مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر (القاهرة).
تعليقات (0)