المنشورات
وداع الربيع
كانت أمسية جميلة ممتعة تلك التي ودعنا فيها الربيع الحبيب في ربض "بوزريعة" الجميل، عند صديق كريم وبصحبة كاتب وشاعر، هما الأستاذ إسماعيل العربي والأستاذ عبد الكريم العقون فإلى الإخوة الثلاثة أهدي هذه القصيدة:
أي سر فصل الربيع حواه … فغزا كل ذي فؤاد هواه؟!
مجتلي للجمال والحب والشعر … وعهد الصبا وطيب جناه
قد تجلى الفصول بين كبدر … إن تجلى أخفى النجوم سناه
مثل عهد الشباب ولى سريعا … أو كيوم اللقاء كان مداه
ليته لم يغب سريعا ليروى … كل قلب من الجمال صداه
ليت كل الزمان كان ربيعا … ليت الفصول كان فداه
مذ أطل اكتسى الزمان شبابا … وازدهى الكون في بديع حلاه
وأقامت لها الطبيعة عرسا … رن في مسمع الوجود صداه
فابتسام الزهور فيض سرور … وغناء الطيور سحرغناه!
وحفيف الأوراق وسوسة الحلي … وعرف الزهوو طيب شذاه
وتثني الأغصان رقص عذارى … كلما نقل النسيم خطاه!
ومروج النبات والزهر بسط … متى غرد الهزار حكاه ... !
أبدعت وشيه مغازلة الشمس … كل سهل به بساط كساه ... !
وصفوف الأدواح تحكي عروشا … وحاكت يد الغيوث سداه
وخرير الأنهار أنغام أوتار … لم تعفر أمامهن جباه!!
كل ما في الربيع جالب أنس … لأخى البؤس طارد لأساه!
فكأن الربيع بعث حياة! … أو طبيب تأسو الجراح يداه
أو تباشير من منى أو … أفانين نعيم لا تنتهي دنياه!!
يا مراد الأحلام يا مهبط … الإلهام يا نفحة الخلود لقاه
يا مجالي الصفاء والأنس يا … مهوي نفوس القطيع يا مرعاه!
يا مثار الإحساس للشاعر … الشادي ومرمى أنظاره وعزاه
إن تغب فانتظار قلبي للقياك … ولو بعد طول عهد مناه
نشرت بمجلة "إفريقية الشمالية"
مصادر و المراجع :
١- ديوان الشيخ أحمد سحنون
المؤلف: أحمد
سحنون
الناشر: منشورات
الحبر (الجزائر)
الطبعة: الطبعة
الثانية، 2007
25 يونيو 2024
تعليقات (0)