المنشورات
يعز علي أني لا أراك
من حصاد السجن
يعز علي أني لا أراك! … وأني لا أشم شذا ثراك!
وأن أبعدت عنك كيف يسلو … فؤاد لا يسليه سواك!
وأن أسكت عن شدوى وكانت … تغاريدي تردد في ذراك!
وأن فارقن من أهوى برغمي … وما ذنبي الوحيد سوى هواك
ولكن كل ذالك يهون عندي! … إذا كان السبيل إلى علاك
بلادي إن ليلك قد تناهى! … وإن الفجر قد وشى رباك
وقد لف العدى ليل طويل! … فلا يهنأ بعقباهم عداك
وفتيتك الكرام قد استجابوا … كأمواج الخضم إلى نداك
قد اتخذوا الفداء لهم شعارا … وقد جعلوا شبابهم فداك
وهل مثل الشباب أداة شعب … لمجد قد سما فوق السماك؟
وهل مثل الشباب أداة حرب … إذا هتفت بمسعرها دراك
شبابك بات لا يعنيه شيء … -وحقك- غير شيء قد عناك
وأصبح فارس الهيجاء يمضي … مضى السهم يرمي من رماك
سيرخص في افتداك كل غال … ويدفع كل سوء قد عراك
ويرخص عن جبينك كل عار … وينفي كل ضيم عن حماك
فتأتي الصالحات من المساعي … وتبني كل مكرمة يداك
أناخ بك الكرى زمنا فلما! … أناخ الضيم ثرت على كراك
هديت إلى دوائك في نضال … من الموت المحقق قد شفاك
وفي شغف بإحراز المعالي … من العيش المذمم قد حماك
فلا تستسلمي لعداك وأمضي … لنيل مناك مسرعة خطاك
فلا بنيك جندك لا يبالي … بموت إن يكن فيه مناك!
جبال "زواوة" صنعته ليثا! … يبث زئيره كل ارتباك!
"وأوراس" أعدت منه طودا … تزيد ثباته نذر الهلاك
"وورسوس" أمدته بعزم! … يفل شباة من يبغي أذاك
وإن الله إذ أعطاك جندا … شجاعا قد أحبك واصطفاك
وقد جربت جندك فاطمئني … لفوزك في ميادين العراك
وعيدك سوف يعلن فاستعدي … لأعياد التحرر والفكاك!
فلا بلغت عداتك ما أرادوا … ولا بلغ المنى ناع نعاك
ولا عاقتك أحداث الليالي … عن المسعى ولا طالت سراك
إذا خنقت صداك يد العوادي … فسوف تردد الدنيا صداك
مصادر و المراجع :
١- ديوان الشيخ أحمد سحنون
المؤلف: أحمد
سحنون
الناشر: منشورات
الحبر (الجزائر)
الطبعة: الطبعة
الثانية، 2007
25 يونيو 2024
تعليقات (0)