المنشورات

من وحي المأساة

مأساة قتل الأخ أخاه في النزاع الدموي بين فلسطين والأردن وبين فلسطين ولبنان.

جهلنا فلم نتبع ما وجب! … ولم نشكر الله فيما وهب!
فحل بنا من ضروب الشقاء … كل بلاء كل عطب!
كنا نضيق بظلم اليهود … فصرنا نضيق بظلم العرب!
وما عجب أن شكونا العدو … ولكن شكوى الصدق العجب
أفى "رجب " وهو شهر حرام … دماء تراق وحرب تشب؟
وليس لها غيرنا من وقود … فنحن اللهيب ونحن الحطب
ولفت مواطننا فتنة … أشد خسارا بها من غلب
بها شهر الإخوان السلاح … كل لقتل أخيه انتدب!
وكان قتال وكانت جراح … وكانت مآس وكانت كرب
وكانت مخاز خجلنا لها! … وكانت ذنوب ولما نتب ...
وجل بنا ما أراد … اليهود فتاهوا بما بلغوا من أرب
فكم شاع بينهم من سرور … وكم هزأ عطافهم من طرب
ولا عجب أن يسر العدو إذا … حبلنا قد رآه اضطرب!
ولم لا يسر ومجرى الأمور … في الشرق تجري على ما أحب
ولم لا يسر عدو رأى! … عدوا له بات يشكو النوب
إذا قتل الأخ منا أخاه! … فقل: أجل المسلمين اقترب
فيا أيها المسلمون اذكروا … عقيدتكم فهي أزكى نسب
وإن ذكر الناس أنسابهم … وباهو بما عندهم من حسب!
فقولوا لهم: إننا مسلمون … ولا تجهلوا فتقولوا عرب
وإن تذكروا أنكم إخوة … غلبتم عداكم "ومن حب طب"
وصونوا دماءكم لا تراق … لأتفه شيء وأوهى سبب!
فإنكم تسفكون الدماء بشهر … حرام بشهر "رجب"!
ولكن عليكم بحصد اليهود … فإنهم أصل هذا الشغب!
وإنهم أصل كل بلاء … زكل عناء وكل نصب!
وهم سموا جو هذى الحياة … ولم يتركوا أي شيء يحب
ألا طهروا الأرض من رجسهم … ورووا الثرى بالدم المنسكب
ولا تكلوا أمركم للعبيد: … عبيد العروش عبيد الرتب!
عبيد البطون عبيد الفروج … عبيد الهوى وعبيد النشب
ولا تجزعوا أن تكونوا أصبتم … وصبرا فمن ذا الذي لم يصب
ولا تفشلوا فالمصير الرهيب … منتظر للعدى مرتقب!
وأولى بنصر الإله امرؤ … تحري التقى وتحامي الريب!
فمن يتحل بثوب التقى يجد … مخرجا وينل ما طلب!
ويلق رضى الله من جنده … "ويرزقه من حيث لا يحتسب"










مصادر و المراجع :

١- ديوان الشيخ أحمد سحنون

المؤلف: أحمد سحنون

الناشر: منشورات الحبر (الجزائر)

الطبعة: الطبعة الثانية، 2007

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید