المنشورات
متى كان الخيام بذي طلوح ... سقيت الغيث أيتها الخيام
قال جرير:
1 متى كان الخيام بذي طلوح ... سقيت الغيث أيتها الخيام
2 تنكَّر من معارفها ومالت ... دعائمها وقد بلى الثُّمام
الثمام: نبت من الجنبة يظلل به البيوت والوطاب.
3 تغالى فوق أجرعك الخزامى ... بنور، واستهل بك الغمام
تغاليه: اكتهاله وانتهاء طوله وتمامه. واستهلال الغمام: انفجاره وانصبابه والأجرع: ما ارتفع من الرمل واستوى.
4 مقام الحي مرَّ له ثمان ... إلى عشرين قد بلى المقام
عمارة: المقام مضموم. أبو عبد الله: المقام مفتوح.
5 أقول لصحبتي لما ارتحلنا ... ودمع العين منهمر سجام
6 أتمضون الرسوم ولا تحيَّى ... كلامكم عليَّ إذن حرام
7 أقيموا إنما يوم كيوم ... ولكن الرفيق له ذمام
يقول: أقيموا يومكم هذا فإنكم تدركون في غد ما تطلبون في يومكم، واقضوا ذمامي بالمقام.
8 بنفسي من تجبنه عزيز ... عليَّ ومن زيارته لمام
يريد أن خيالها يزوره المرة في الحين.
9 ومن أمسى وأصبح لا أراه ... ويطرقني إذا هجع النيام
10 أليس لما طلبت - فدتك نفسي - ... قضاء أو لحاجتي انصرام
عمارة يرويه: لحاجتي. وأبو عبد الله: لحاجتنا.
11 فدى نفسي لنفسك من ضجيع ... إذا ما التجّ بالسِّنة المنام
يقول: إذا غلبك النوم وأثقلك، فريحك عند ذاك إذا اعتلت الأفواه وتغيّرت محمودة. والتج: كثر.
12 أتنسى إذ تودعنا سليمي ... بفرع بشامة سقى البشام
ويروى:
يوم تصقل عارضيها ... بفرع بشامة ....
13 تركت محلَّئين رأوا شفاءً ... فحاموا ثم لم يردوا وحاموا
المحلَّلا: المذود الممنوع، والحوم: إطافته بالماء.
14 فلو وجد الحمام كما وجدنا ... بسلمانين لاكتأب الحمام
15 فما وجد كوجدك يوم قلنا ... على ربع بناظرة السلام
أراد: كوجدي بك
16 أما تجزينني ونجيُّ نفسي ... أحاديث بذكرك واحتمام
الاحتمام والاهتمام واحد إلا أن المحتم لا ينام، والمهتم ينام.
17 وتكليفي المطيَّ أوار نجم ... لليل الخامسات به أوام
الأوار: شدة الحر والتهابه عند طلوع نجم من نجوم ناجر. والأوام: شدة التهاب الجوف من العطش.
18 ضرحن بنا حصى المعزاء حتى ... تقطَّعت السَّرائح والخدام
ضرحها الحصى: انتضالها بأخفافها. والسرائح: النعال. والخدام السيور التي تشدُّ إلى أرساغها.
19 كأن الرحل فوق أقبَّ جأب ... بأجماد الشُّريف له مصام
الأجماد: ما غلظ من الأرض وارتفع واشتد. ومصامه: مقامه، وكان عمارة يروي: بأجماد الغريِّ. والأقب: الضامر. والجأب: الغليظ.
20 عوى الشعراء بعضهم لبعض ... عليَّ فقد أصابهم انتقام
عواؤهم: تناصرهم وتعاونهم كما يعوي الذئب لأصحابه حتى تجتمع إليه الذئاب.
21 كأنهم الثعالب حين تلقى ... هزبرًا في العرين له انتحام
الانتحام للخيل وإنما هو ها هنا مستعار منقول: والانتحام من الحمحمة. والنَّهم: شبه الزجر والوعيد من الأسد وغيره والنئيم: دون النهم، والنئيم والنهيت واحد وهو وعيد الأسد من صدر.
22 إذا أوقعت صاعقة عليهم ... رأوا أخرى تحرَّق فاستداموا
الاستدامة: الانتظار.
23 فمصطلم المسامع أو خصيّ ... وآخر عظم هامته حطام
24 إذا شاءوا مددت لهم حضارا ... وتقريبًا مخالطه عذام
العذام: العض.
25 لقد كذب الأخيطل فيَّ غرب ... إذا صاح الجوالب واعتزام
الجواب مأخوذ من الجلب: وهو أن يركب فرسًا فيعارض فرسه المرسل مع الخيل، فغذا دنا منه أجلب عليه وركض معه ليزيده. والجنب: أن يجنب إلى فرسه فرسًا من خيله قد ألفه فرسه فيجري بجريه. واعتزامه: جده في عدوه وسبقه.
26 وتغلب لا ولاة قضاء عدل ... ولا مستنكرون لأن يضاموا
27 لئن ليمت بنو جشم بن بكر ... بعاجنة الرَّجوب لقد ألاموا
ألام الرجل: إذا استوجب اللوم.
28 شفى الوقعات ليس لتغلبي ... محار بعدهن ولا خصام
وروى عمارة: فخار.
29 قضى لي أنّ أصلي خندفي ... وغضب في عواقبه السِّمام
أراد بالعضب لسانه.
30 إذا ما خندف زخرت وقيس ... فإن جبال عزِّي لا ترام
31 هم حدبوا عليّ ومكَّنوني ... بأفيح لا يزلُّ به المقام
الأفيح: المنزل الواسع والمفخر والعز، وإنما هذا مثل، يقول: لا يزل مقامي بهم إذا قمت منتصرًا نصروني وحدبوا عليَّ.
32 فما لمت البناة ولم يلوموا ... ذيادي حين لجَّ بنا الزحام
33 إذا مدّوا بحبلهم مددنا ... بحبل ما لعروته انفصام
34 ليربوع إذا افتخروا وعدُّوا ... فوارس مصدق ولها عظام
اللها: الجمع الكثير.
35 هم المتمرسون بكل ثغر ... وإن ركبوا إلى فزع أساموا
الإسامة: إرسال الخيل ودفعها في الغارة كإسامة الماشية في المرعى. وقال عمارة: أساموا خيلهم: سوَّموها من العلامة وهي السُّومة والسِّيمى.
36 تفدينا النساء إذا التقينا ... ويعطى حكمنا الملك الهمام
37 وتغلب لا يصاهرهم كريم ... ولا أخوال من ولدوا كرام
38 إذا اجتمعوا على سكر بفلس ... فنصو عند ذكل والتطام
النصو: أن يأخذ كل رجل بناصية صاحبه، وهي المناصاة.
39 على است التغلبية حين تجنا ... صليبهم وفي حرها الجذام
40 يسمُّون الفليس ولا يسمَّى ... لهم عبد المليك ولا هشام
وروى أبو عبد الله: الصُّليت. أراد: الصَّلت بن طارقة جد الأخطل.
41 فما عوفيت يوم تحض قيسا ... فبيض الحي واقتبض السوام
يقال: اقتلع بيضة القوم: إذا استأصلهم. أبو عبد الله: قنيص الحيَّ واقتبض السوام. ويروى: ففضَّ الحيُّ واقتنص السوام. يقول: أنتم أسرى وسوامكم نهب.
42 لقد ولد الأخيطل أمُّ سوء ... على باب استها صلب وشام
شام جمع شامة.
43 أهان الله جلدة حاجبيها ... وما وارى من القذر اللثام
44 ونسوته الخبائث مولعات ... بقسٍّ لا ينيم ولا ينام
45 إذا ما القسُّ نادمهن يومًا ... على الخنزير وانكشف الفدام
46 بدأن شواءهن بخصيتيه ... وهنَّ إلى جحافله قرام
غيره: بذلن شوارهن لخصيتيه.
47 كفيتك لا تقلَّد في رهان ... وفي الأرساغ والقصب انحطام
مصادر و المراجع :
١- ديوان جرير بشرح محمد بن
حبيب
المحقق: د. نعمان
محمد أمين طه
الناشر: دار
المعارف، القاهرة - مصر
الطبعة: الثالثة
12 يوليو 2024
تعليقات (0)