المنشورات

لقد هتف اليوم الحمام ليطربا ... وعنيّ طلاب الغانيات وشيب

قال جرير يهجو التيم:
1 لقد هتف اليوم الحمام ليطربا ... وعنيّ طلاب الغانيات وشيب
2 وأجمعن منك النّفر من غير ريبة ... كما ذعر الرامي بفيحان ربربا
3 عجبت لما يفري الهوى يوم منعجٍ ... ويومً بأعلى عاقل كان أعجبا
يفرى: يصنع ويعمل: أي يشق
4 وأحببت أهل الغور من حب زي قنا ... وأحببت سلمانين من حبّ زينبا
5 يحيّون هندًا والحجابان دونها ... بنفسي أهل أن تحيّا وتحجبا
6 تذكّرت والذّكرى تهيجك واعترى ... خيال بموماة حراجيج لغبا
7 لئن سكنت تيم زمانًا بغرّة ... لقد حديت تيم حداءً عصبصبا
يقول: أتعبت إتعابًا شديدًا وسيقت كما يساق الجلب
8 لقد مدني عمرو وزيد من الثّرى ... بأكثر مما عند تيم وأطيبا
ع: أراد زيد مناة بن تميم وعمرو بن تميم.
9 إذا اعترك الآوراد يا تيم لم تجد ... عناجًا ولا حبلًا بدلوك مكربا
ع النعاج: حبل يشد في رأس الدلو إلى الحبل يقوّي به فإن انقطع أوذامها تعلق بالحبل.
10 وأعلقت أقراني بتيمٍ لقد لقوا ... قطوعًا لأعناق القرائن مجذبا
11 ولو غضبت يا تيم أوزيل الحصى ... عليك تميم لم تجدد لك مغصبا
الحصى: العدد الكبير، أراد بذلك بني تميم. يقول: لوزيل بيتك من بني تميم كنت ذليلًا لا مغضب لك عند الضم.
12 وما تعرفون الشمس إلا لغيركم ... ولا من منيرات الكواكب كوكبا
13 فإن لنا عمرًا وسعدًا عليكم ... وقمقام زيد والصريح المهذبا
القمقام: الجمع الكثير. والصريح: أراد مالك بن زيد مناة.
والمهذّب: المنتقي المختار
14 سأثني على تيم بما لا يسرها ... إذا أركب وافوا بنعمان أركبا
نعمان: وادي عرفات
15 فإنك لو ضمتك يا تيم ضمة ... مناكب زيد لم ترد أن توثبا
16 فودت نساء الدارميين لو ترى ... عتيبة أو عاينّ في الخيل قعنبا
عتيبة بن الحارث وقعنب بن عصمة
17 أزيد بن عبد الله هلاّ منعتم ... أمامة يوم الحارثي وزينبا
هاتان امرأتان من بني دارم كانت بنو الحارث بن كعب سبتهما، فغزا الأقرع بن حابس نجران بسببهما، وقد مر.
18 أخيلك أم خيلي تداركن هانئًا ... يثرن عجاجًا بالغبيطين أصهبا
هانئًا: ع كانوا أسروه
الغبيطين: ع موضع ثناه بما حوله.
هانئ بن قبيصة بن هانى بن مسعود بن عامر بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان وهذا يوم الغبيط وقد مر.
19 فهل جدع تيم لا أبا لك زاجر ... كنانة أو ناه زهيرًا وتولبا
هذه قبائل من عكل. يقول: فهل ينهي عكلًا عني مارأوا من جدعي تيمًا.
20 فلا يضغمن الليث عكلا بغرة ... وعكل يشمون الفريس المنيبا
هذا تقدم إلى عكل وزجر لها. يقول: قد فرست تيمًا، فإياكم أن تعرضوا لي فتكونوا مثلهم. والشاة والناقة إذا رأت شاة مذبوحة أو ناقة منحورة فزعت منها فنفرت فهو شمها إياها نظرها إليها مذبوحة في تلك الحال.
21 وأخبرت تيمًا نادمين فسرّني ... ملامة تيم أمرها المتعقبّا
22 وتيمية خزي محل إزارها ... إذا القنب تحت الركبتين تذبذبا
23 وتيمية تدعو أبن أيسر خالها ... ترى باستها من مرة الصيف قوبّا
ع: قوب جمع قوباء يا هذا
ع: من المرة التي تهيج في الصيف
24 ولولا لثا تيمية تحت قنبها ... لقد كره الحرقوص أن يتعرّبا
اللثا: الوسخ والقذر، يقال: قد لثي السقاؤ يلثى لثا شديدًا: إذا اتسخ ولزج وكذاك تلثي البطيخة أيضًا: إذا استرخت ولزجت. والحرقوص: خنفيس صغير يتتبع وطاب اللبن: إذا لثيت فيقرضها. فيقول: لولا ما بنساء تيم من هذا الوسخ تحت بظورهن ما لزم الحرقوص البادية وبلاد العرب، ويقال بطيخة لثية.
25 إذا أغفلت تيمية فرج درعها ... رأيت لقنبيها رئين وأقلبا
26 ولو أن قينًا كان أشر بظرها ... لكان لشوال الصقيبة مخلبا
يقول: لو أن حدادّا أشّره: جعله مئشارًا: لكان منجلًا لشوال هذا، وشاول: رجل من تيم له نخل بالقصيبة.












مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید