المنشورات

ولقد رحلت إليكم عيدية ... ولا يرعيون إلى جنين مجهض

قال جرير:
1 ولقد رحلت إليكم عيدية ... ولا يرعيون إلى جنين مجهض
المجهض: الذي قد ألقي قبل أن ينبت شعره. والإجهاض للإبل، والخداج للغم والإزلاق والإملاص للخيل وقد يقال هذا في هذا، وهذا في هذا، وكل ما ألقي دون الوقت فهو معجل.
2 أصبحن من نقوى حفير دلّحًا ... بلوى أشيقر جائلات الأغرض
3 ولقد علون من السمارة معلمًا ... خلجًا موارده بعيد المركض
الخليج: أن تشعب طرقه في جوانبه، يقال: طريق خلوج وطرق خلج.
4 وإذا الأدلة خاطروا مجهولها ... مشقوا ليالي خمسها المستوفض
المشق: السرعة وشدة جذب السير. والمستوفض: المستعجل
5 يسرون ليلهم فلما غوّروا ... خفق الخباء يمنزل لم يخفض
التغوير: النزول في الظهيرة، كما يبردوا ثم يرتحلوا. أراد أنهم خبّوا عليهم بردّا استظلوا به، ثم رحلوا، ولم يخفض: ليس بمنزل طمأنينة ولا إقامة. والخفض: الدعة.
6 جعلوا القسيّ من السراء غماده ... وبكل أبيض في الغماد مفضض
7 وإذا قربن خوامسًا من صلصل ... صبحن دومة والحصى لم يرمض
ع: ليلة القرب ليلة يقربون من الماء.
صلصل: ماء بطريق الشام. ودومة الندل أيضًا هناك.
8 إني لمعتمد الخليفة زائرًا ... وأراه أهل زيارتي وتعرضى
9 ليس البرّ كمن يمرض قلبه ... فأنا المشايع قلبه لم يمرض
10 فوثقت ما سليم الخليفة بالغنى ... ليس البحور إلى الثماد البرّض
الثماد: الماء الملحّ عليه. والبرّض: الماء القليل يؤخذ منه شيء بعد شيء يترض شيئًا بعد شيء وأنشد لرؤبة:
والماء لا برض ولا أقلاد
والأقلاد: أن تجمع الشيء إلى الشيء، يقال: قلد في شقائه، وصرب، وقرع: بمعنى واحد: إذاج مع في سقائه أو في وعائه.
11 بحر تفيض له سجال بالندى ... وإليه جارية البخور الفيّض
12 يجزيك ربّك حسن قرضك إنه ... حسن المعونة واسع المتقرّض
13 والله قدّر أن تكون خليفة ... خير البرية وارتصاك المرتضى
14 يابن الفوارع والتقت أعياصه ... لفّا بمتسع البطاح الأعرض
15 أعطاك ربك من جزيل عطائه ... ملكًا كعوب قناته لم ترفض
ترفض: تكسر، وأنشد:
وغادر أخرى في قناة رفيض
أي مكسورة والشعر لامريء القيس.
16 هب يزجزني أن أقول لظالم ... إن كنت صاحب خلّة فتحمّض
يقول: هي يزجني أن أهجو من تعرض لي، وإنما هذا مثل، يقول: إن كنت اشتهيت التعرض لنا ولشتمنا فدونك كالإبل التي ترعى الخلة ثم تريد الحمض، ولا بد لكل راعية من حمض ترعاه وإلا لم تجهد الشرب، ولم تنتفع بالخلة التي كانت فيها وقال العجاج:
كانوا مخلين فلاقوا حمضا ... ورهبوا النّقض فلاقوا نقضًا
17 وإذا امية حصلت أنسابها ... كنت الهجان من الصريح الأمحض












مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید