المنشورات
قد قرب الحيُّ إذا هاجوا لإصعاد ... بزلًا مخيَّسةً أمِّام أقياد
قال جرير يمدح معاوية بن هشام بن عبد الملك:
1 قد قرب الحيُّ إذا هاجوا لإصعاد ... بزلًا مخيَّسةً أمِّام أقياد
2 صهبًا كأن عصيم الورس خالطها ... مما تصارف من خطر وإلباد
ع: أراد تلبد البول والثلط: وهوسلح الإبل على أفخاذها إذا خطرت بأذنابها. عصيم كل شيء: أثره. وتصارفها: لوكها أنيابها وخطرها بأذنابها.
3 يحدو بهم زجل للبين معترف ... قد كنت ذا حاجة لو يربع الحادى
4 ألا ترى العين يوم البين إذ ذرفت ... هاجت عليك ذوي صغن وأحقاد
يقول: حين بكيت فطن بك أهلها.
5 حلأتنا عن قراح المزن في رصف ... لو شئت روَّى غليل الهائم الصادى
6 كم دون بابك من قوم نحاذرهم ... يا أم عمرو وحدّادٍ وحداد
الحداد: البواب لأنه يحد الناس عن الباب والحد: المنع.
7 هل من نوال لموعود بخلت به ... وللرهين الذي استغلقت من فادى
8 لو كنت كذَّبت إذ لم تؤت فاحشة ... قومًا يلجون في جورٍ وإفناد
ع: أراد إذ لم يفش أمر قبيح ولم يذكر.
9 فقد سمعت حديثًا بعد موثقنا ... مما ذكرت إلى زيد وشداد
رجلان أفشيا عليها.
10 حي المنازل البردين قد بليت ... للحي لم يبق منها غير أبلاد
11 ما كدت تعرف هذا الربغ غيَّره ... مرُّ السنين كما غيرن أجلادى
12 لقد علمت- وما أخبرت من أحد ... أن الهوى بنقا يبرين معتادى
13 الله دمر عبَّادًا وشيعته ... عادات ربك في أمثال عباد
عباد الجحافى: رجل خارجى باليمن قتله يوسف بن عمر الثقفى.
14 قد كان أمير المؤمنين لهم ... ما يعلم الله من صدق وإجهاد
15 من يهده الله يهتد لا مضلَّ له ... ومن أصلَّ فما يهديه من هاد
16 لقد تبين إذ عبَّت أمورهم ... قوم الجحافى أمرًا غبُّه بادى
17 لا قوا بعوث أمير المؤمنين لهم ... كالريح إذ بعثت نحسًا على عاد
18 فيهم ملائكة الرحمن ما لهم ... سوى التوكل والتسبيح من زاد
19 أنصار حق على بلق مسوَّمةٍ ... أمداد ربك كانوا خير أمداد
20 لاقت جحاف وكذَّاب أقادهم ... مسقيَّة السم شهبًا ذات أغماد
21 لاقت حجاف هوانًا في حياتهم ... وما تقبِّل منهم روح أجساد
22 إن الوبار التي في الغتر من سبإ ... لن تستطيع عرين المخدر العادي
23 لما أضلَّهم الشيطان قال لهم ... أخلفتكم عند أمر الله ميعادي
24 ما كان أحلام قوم زدتهم خبلا ... إلا كحلم فراش الهبوة الغادى
25 إذ قلت عمَّال كلب ظالمون لنا ... ماذا تقرَّبت من ظلم وإفساد
26 ذوقوا وقد كنتم عنها بمعتزل ... حربًا تحرَّق من حمى وإيقاد
27 لا بارك الله في قوم يغرُّهم ... قول اليهود لذى حفَّين برَّاد
28 أبصر فإن أمير المؤمنين له ... أعلى الفروع وحيث استجمع الوادي
29 تلقى جبال بنى مروان خالدة ... شمَّ الرواسي وتنبي صخرة الرادى
30 إنا حمدنا الذي يشفي خليفته ... من كل مبتدعٍ في الدين صدَّاد
31 فأرغم الله قومًا لا حلوم لهم ... من مرجفين ذوى ضغن وحسَّاد
32 لاقى بنو الأشعث الكندى إذ نكثوا ... وابن المهلب حربًا ذات عصواد
33 إن العدو إذا راموا قناتكم ... يلقون منها صميمًا غير منآد
34 شرفت بنيان أملاك بنوا لكم ... عادية في حصون بين أطواد
35 إن الكرام إذا عدُّوا مساعيهم ... قدمًا، فضلت بآباء وأجداد
36 بالأعظمين إذا ما خاطروا خطرًا ... والمطعمين إذا هبت بصرَّاد
37 آل المغيرة والأعياص في مهل ... مدُّوا عليك بحورًا غير أثماد
ع: أراد بني أمية العيص وأبا العيص والعاص وأبا العاص.
38 والحارث الخير قد أورى فما خمدت ... نيران مجدٍ بزند غير مصلاد
الحارث المري. ع: مرة بن عوف من غطفان.
ويروى: نيران بالرفع.
39 ما البحر مغلولبًا تسمو غواربه ... يعلو السفين بآذى وإزباد
40 يوماً بأوسع سيبًا من سجالكم ... عند العناة وعند المعتفى الجادى
41 إلى معاوية المنصور إنَّ له ... دينًا وثيقًا وقلبًا غير حيَّاد
42 من آل مروان ما ارتدَّت بصائرهم ... من خوف قوم ولا همُّوا بإلحاد
ع: الإلحاد في الدين: ما لا يغرف في الدين، وأصله أن يعوجً عن الإسلام.
43 حتى أتتك ملوك الروم صاغرةً ... مقرَّنين بأغلال وأصفاد
44 يومٌ أذلَّ رقاب الروم وقعته ... بشرى لمن كان في غور وإنجاد
45 [يا ربما ارتادكم ركبٌ لرغبتهم ... فأحمدوا الغيث وانقادوالروَّاد]
ع: أراد انقاد الناس خلف الرواد إليكم
46 ساروا على طرق تهدى مناهجها ... إلى خضارم خضر اللج أعداد
47 ساروا من الأدمى والدام منعلةً ... قودًا سوالفها في مور أعضاد
48 سيروا فإن أمير المؤمنين لكم ... غيثٌ مغيثٌ بنبت غير مجحاد
49 ماذا ترى في عيال قد برمت بهم ... لم تحص عدَّتهم إلا بعدَّاد
50 كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية ... لولا رجاؤك قد قتَّلت أولادي
أراد: وزادوا ثمانية.
مصادر و المراجع :
١- ديوان جرير بشرح محمد بن
حبيب
المحقق: د. نعمان
محمد أمين طه
الناشر: دار
المعارف، القاهرة - مصر
الطبعة: الثالثة
13 يوليو 2024
تعليقات (0)