المنشورات
أجدَّ اليوم جيرتك احتمالا ... ولا نهوى بذي العشر الزِّيالا
قال يهجو الأخطل:
1 أجدَّ اليوم جيرتك احتمالا ... ولا نهوى بذي العشر الزِّيالا
أراد بذات العشر، فلم يمكنه، وذات العشر: ببطن فلج يفضى منها إلى الدهناء بينها وبين الدهناء أميال.
2 فقا عوجا على دمن برهبى ... فحيوا رسمهن وإن أحالا
3 وشبهت الحدوج غداة قوٍّ ... سفين الهند روًّح من أوالا
قو: ما بين النباج والعوسجة. وأوال: بالبحرين.
4 جعلن القصد عن شطبٍ يمينا ... وعن أجماد ذي بقر شمالا
5 جمعن لنا مواعد معجبات ... وبخلا دون سؤلك واعتلالا
6 أوانس لم يعشن بعيش بؤس ... يجدًّدن المواعد والمطالا
7 فقد أفنين عمرك كلَّ يوم ... بوعد ما جزين به قبالا
8 ولو يهوين ذاك سقين عذبًا ... على العلات آونةً زلالا
9 ولكنَّ الحماة حموك عنه ... فما تسقى على ظمإ بلال
10 ألا تجزين ودًّى في ليال ... وأيامٍ وصلت به طوالا
أحب الظاعنين غداة قوٍّ ... ولا أهوى المقيم به الحلالا
12 لقد ذرفت دموعك يوم ردوا ... لبين الحى فاحتملوا الجمالا
13 وفي الأظعان مثل مها رماح ... نصبن له المصائد والحبالا
14 فما أشوين حين رمين قلبي ... سهاماً لم يرشن لها نبالا
15 ولكن بالعيون وكل خد ... تخال به لبهجته صقالا
16 لعمرك ما يزيدك قرب هند ... إذا ما زرتها إلا خبالا
17 وقد قال الوشاة فأفزعونا ... ببعض القول نكره أن يقالا
ويورى: وبعض القول نكره أن يقالا.
18 رأيتك يا أخيطل إذ جرينا ... جربت الفراسة كنت فالا
يقال من الفراسة: رجل فارس بين الفراسة من التفرس، ورجل فارس بين الفروسة في الركوب، والفال: العاجز الرأي الضعيفة، يقال رجل فال الرأى وفائل الرأى.
19 وقد نخس الفرزدق بعد جهد ... فألقى القوس إذ سئم النضالا
20 ونحن الأفضلون فأىَّ يوم ... تقول التغلبى رجا الفضالا
21 ألم تر أن عزَّ بنى تميم ... بناه الله يوم بنى الجبالا
22 بنى لهم رواسى شامخاتٍ ... وعالى الله ذروته فطالا
23 بنى لي كل أزهر خندفى ... يبارى في سرادقه الشمالا
24 تنصَّفه البرية وهو سامٍ ... ويسمى العالمون له عيالا
تنصفه: تطلب فضله.
25 تواضعت القروم لخندفى ... إذا شئنا تخمَّط. ثم صالا
26 ويسعى التغلبى إذا اجتبينا ... بجزيته، وينتظر الهلالا
27 لقيتم بالجزيرة خيل قيس ... فقلتم مار سرجس لا قتالا
28 فلا خيلٌ لكم صبرت لخيل ... ولا أغنت رجالكم رجالا
ع: أي لم تغن رجالكم رجال غيركم: لم تقم بهم.
29 وأسلمتم شعيث بنى مليل ... أصاب السيف عاتقه فما لا
30 شربت الخمر بعد أبى غويث ... فلا نعمت لك النَّشوات بالا
أبو غويث: أبو الأخطل، قتل ليلة البشر.
31 تسوف التغلبية وهي سكرى ... قفا الخنزير تحسبه غزالا
32 من المتولِّجات على النَّشاوى ... ولا تلج الخدور ولا الحجالا
33 تظل الخمر تخلج أخدعيها ... وتشكو في قوائمها امذلالا
الامذلال: الفترة من الخمار. وتخلج: تلوى.
34 أتحسب فلس أمك كان مجدًا ... وجزَّكم عن النَّقد الجفالا
فلسها: أراد نفقتها في حجِّها إلى البيعة. والجفال: الصوف. والنقد: صغار الضأن. أراد أنهم رعاء.
35 إذا انفتقت عباءتها وضاقت ... رأى الراءون داهيةً عضالا
36 تناول ما وجدت أباك يبنى ... فأما الخندفى فلن تنالا
37 أليس أبو الأخيطل تغلبيًّا ... فبئس التغلى أبًا وخالا
38 إذا ما كان خالك تعلبيًّا ... فبادل إن وجدت به بدالا
39 ويربوع تحلُّ ذرا الروابي ... وتبنى فوقها عمدًا طوالا
40 وقد علق الأخيطل حبل سوء ... فأبرح يومهن به وطالا
ع يقول: ذكر لهم أنه عبد، فكأنه تعلق بجوار العبودية: وهو حبل سوء، كانو اسروه ليلة البشر، فظنوا أنه عبد، فتركوه.
42 ألم تريا أخيطل حرب قيس ... تمرُّ إذا ابتغيت لها العلالا
تمر من المرارة، يقال: من الشيء وأمر.
43 إذا لم تصح نشوتكم فذوقوا ... سيوف الهند والأسل النهالا
مصادر و المراجع :
١- ديوان جرير بشرح محمد بن
حبيب
المحقق: د. نعمان
محمد أمين طه
الناشر: دار
المعارف، القاهرة - مصر
الطبعة: الثالثة
13 يوليو 2024
تعليقات (0)