المنشورات
الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ
تَقُولُ وَعَدَنِي بِكَذَا، وَوَعَدَنِيهِ، وَقَدْ وَعَدَنِي خَيْراً، وَوَعَدَنِي وَعْدا كَرِيماً، وَعِدَةً جَمِيلَةً، وَوَعَدَنِي بِكَذَا فَاتَّعَدْتُ أَيْ قَبِلْتُ الْوَعْدَ.
وَإِنَّهُ لَرَجُل صَادِق الْوَعْد، كَرِيم الْعَهْدِ، وَإِنَّهُ لَيَفْعَل مَا يَقُولُ، وَيُتْبِعُ قَوْلَهُ فِعْلَهُ، وَيَشْفَعُ عِدَته بِالإِنْجَازِ، وَقَدْ وَثِقْتُ بِوَعْدِهِ، وَنَطْتُ بِهِ ثِقَتِي، وَانْقَلَبْتُ عَنْهُ ثَلِج الصَّدْر، طَيِّب النَّفْسِ، نَاعِم الْبَالِ، قَوِيّ الأَمَلِ، حَيّ الرَّجَاءِ.
وَقَدْ قَامَ بِوَعْدِهِ، وَبَرَّ بِقَوْلِهِ، وَأَنْجَزَ لِي وَعْدَهُ، وَأَتَمَّهُ، وَقَضَاهُ، وَوَفَاهُ، وَوَفَى بِهِ.
وَتَقُولُ لِمَنْ سَأَلَكَ حَاجَة أَفْعَلُ وَكَرَامَةً، وَأَفْعَلُ وَحُباً وَكَرَامَة، وَنَعَمْ وَنَعْمَةَ عَيْن، وَنُعْمَى عَيْن، وَنَعَام عَيْن، وَسَمِيعاً دَعَوْتَ، وَقَرِيباً دَعَوْتَ، وَسَأَبْلُغُ فِي ذَلِكَ مَحَبَّتَك، وَأَبْلُغ مَحَابّك، وَسَتَجِدُنِي عِنْدَ مَا تُحِبُّ، وَعِنْدَ مَا يُرْضِيك، وَمَا يَسُرُّك، وَعَوِّلْ عَلَيَّ بِمَا شِئْتَ، وَاحْمِلْ عَلَيَّمَا أَحْبَبْتَ، وَحَاجَتك مَقْضِيَّة إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَتَقُولُ سَأَلْتُهُ كَذَا فَمَلَثَنِي، وَمَلَذَنِي، أَيْ طَيَّبَ نَفْسِي بِوَعْد لا يَنْوِي بِهِ وَفَاء، وَقَدْ وَعَدَنِي عِدَةً ضِمَاراً وَهِيَ الَّتِي لا وَفَاءَ لَهَا، وَإِنَّهُ لَرَجُل مَلاَّث، وَمَلاَّذ، وَرَجُل مَذِق اللِّسَان أَي كَاذِب يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ، وَلِفُلان كَلام وَلَيْسَ لَهُ فِعَال.
وَقَدْ مَطَلَنِي بِوَعْدِهِ، وَمَاطَلَنِي، وَطَاوَلَنِي، وَزَجَّانِي، ودَافَعَنِي، وَسَوَّفَنِي، وَعَلَّلَنِي بِالْمَوَاعِيدِ، وَغَرَّنِي بِالأَمَانِيِّ، وَفَوَّقَنِي الأَمَانِيّ، وَمَنَّانِي الأَمَانِيّ، وَأَجَرَّنِي أَعِنَّة التَّعْلِيل، وَمَا زِلْتُ مُرْتَهِناً فِي وَعْدِهِ، وَقَدْ عَلَّقَ نَفْسِي بِالأَمَلِ، وأَقَامَنِي بَيْنَ الرَّجَاءِ وَالْيَأْسِ، وَأَقَامَنِي بَيْنَ الظَّفَرِ وَالْخَيْبَةِ.
وَإِنَّمَا كَانَ وَعْده وَعْد عُرْقُوب، وَإِنَّمَا هُوَ سَحَابَة صَيْف وَإِنَّمَا هُوَ بَرْقٌ خُلَّب، وَسَحَاب جَهَام.
وَقَدْ اسْتَبْطَأْتُ وَعْده، وَاسْتَرَثْتُهُ، وَتَقَاضَيْتُهُ مَا وَعَدَنِي، وَاسْتَنْجَزْتُهُ وَعْده، وَتَنَجَّزْتُهُ، وَطَالَبْتُهُ بِوَعْدِهِ، وَأَذْكَرْتُهُ وَعْده، وَأَقَمْت أَتَوَقَّعُ إِنْجَازه، وَأَنْتَظِرُ وَفَاءَهُ، وَقَدْ دَرَجَتْ عَلَى وَعْدِهِ الأَيَّام، وَكَرَّتْ الأَسَابِيع، وَمَا زَالَ يَشْفَعُ الْوَعْد بِالْوَعْدِ، وَلا يَزِيدُنِي عَلَى الْمَطْل، وَقَدْ أَخْلَفَنِي مَا وَعَدَنِي، وَخَاسَ بِوَعْدِهِ وَكُنْت مَعَهُ كَالْقَابِضِ عَلَى الْمَاءِ، وَكَالْبَانِي فِي الْهَوَاءِ، وَالْمُسْتَمْسِك بِحِبَال الْهَبَاء.
وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ " السَّرَاح مِنْ النَّجَاحِ " أَيْ إِذَا لَمْ تَقْدِرْ عَلَى قَضَاء حَاجَة الرَّجُلِ فَأَيْئِسْهُ مِنْهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يَكُونُ بِمَنْزِلَةِ الإِسْعَافِ.
وَيُقَالُ فُلانٌ قَرِيبٌ الثَّرَى بَعِيد النَّبَط أَيْ دَانِي الْمَوْعِدِ بَعِيد الإِنْجَازِ.
وَيَقُولُ الْمُتَنَجِّز: أَنْجَزَ حُرٌّ مَا وَعَدَ، وَهُوَ طَلَبٌ فِي صُورَةِ الْخَبَرِ أَيْ لِيُنْجِزْ.
وَيُقَالُ اِسْتَأْنَفَهُ بِوَعْدٍ إِذَا ابْتَدَأَهُ بِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْأَلَ
وَتَقُولَ فِي الْوَعِيدِ أَوْعَدَهُ بَشَرٍّ، وَأَوْعَدَهُ شَراً، وَتَوَعَّدَهُ بِكَذَا، وَهَدَّدَهُ، وَتَهَدَّدَهُ، وَإِنَّهُ لَوَعِيد تَنْقَدُّ مِنْهُ الضُّلُوع، وَتَنْقَضُّ الْجَوَانِح، وَتَنْمَاثُ الْقُلُوب، وَتَتَزَايَلُ الْمَفَاصِل، وَتَرْتَعِدُ الْفَرَائِصُ، وَتَمْشِي الْقُلُوب فِي الصُّدُورِ، وَتَنْقَطِعُ الظُّهُور رَهْبَة وَفَرَقاً.
وَيُقَالُ جَاءَ فُلان وَقَدْ أَبْرَقَ وَأَرْعَدَ، وَجَاءَ وَهُوَ يُبْرِقُ وَيُرْعِدُ أَيْ يَتَوَعَّدُ وَيَتَهَدَّدُ.
وَفِي كِتَابِ فُلانٍ بُرُوق وَرُعُود أَيْ كَلِمَات وَعِيد.
وَيُقَالُ فُلان مُفَايِش إِذَا كَانَ يُكْثِرُ مِنْ الْوَعِيدِ فِي الْقِتَالِ ثُمَّ يَكْذِبُ.
وَإِنَّ فُلاناً لَيُكْثِر مِنْ الْهَدِيدِ وَالْفَدِيدِ وَهُوَ الْوَعِيدُ مِنْ وَرَاء وَرَاء.
وَفِي الْمَثَلِ " الصِّدْق يُنْبِئُ عَنْك لا الْوَعِيدُ " أَيْ أَنَّ الْفِعْلَ يُنْبِئُ عَنْ حَقِيقَتك لا الْقَوْل
مصادر و المراجع :
١- نجعة الرائد وشرعة
الوارد في المترادف والمتوارد
المؤلف: إبراهيم
بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن جنبلاط بن سعد الْيَازِجِيّ
الْحِمْصِيّ نصراني الديانة (المتوفى: 1324هـ)
الناشر: مطبعة
المعارف، مصر
عام النشر: 1905
م
17 يوليو 2024
تعليقات (0)