المنشورات
حُسْنِ الصِّيتِ وَقُبْحِهِ
يُقَالُ فُلان حَسَن الصِّيت، جَمِيل الذِّكْرِ، حَمِيد السُّمْعَةِ، جَمِيل الْمَآثِرِ، طَيِّب الثَّنَاءِ، طَيِّب الذِّكْرِ، جَمِيل الْعِرْضِ، جَمِيل الصِّفَاتِ، مَمْدُوح الْخِلال، مَحْمُود الْمَآثِرِ، مَأْثُور الْمَحَامِد.
وَهَذَا فِعْل يُشَيَّعُ بِالْحَمْدِ، وَيُذَيَّلُ بِالثَّنَاءِ، وَيُذْكَرُ بِالْجَمِيلِ، وَتُحْمَدُ فِي النَّقْلِ أَنْبَاؤُهُ، وَيَحْسُنُ فِي السَّمَاعِ خَبَرُهُ، وَيَجْمُلُ فِي الْمَجَالِسِ ذِكْرُهُ، وَيَطِيبُ فِي الْمَحَافِلِ نَشْره، وَيُخَلَّدُ فِي الصَّحَائِف حَمْده، وَهَذِهِ مَأْثَرَة يَرْوِيهَا لِسَان الْحَمْد، وَيُذِيعُهَا بَرِيد الثَّنَاء، وَتَتَنَاقَلُهَا أَلْسِنَةُ الْمَدِيحِ، وَهَذِهِ مَحْمَدَة تُؤْثَرُ عَلَى الأَيَّامِ، وَمَأْثَرَة يَبْقَى ذِكْرُهَا فِي الأَعْقَابِ، وَمَكْرُمَة تَمْلأُ مَسَامِع الدَّهْرِ حَمْداً، وَهَذَا صُنْع يُرْغَبُ فِيمَا يُخْلِفُهُ مِنْ طِيب الأُحْدُوثَة، وَجَمَال السُّمْعَة، وَحُسْن الأَثَرِ، وَيُغْتَنَمُ مَا فِيهِ مِنْ الْمَكْرُمَةِ الْبَاقِيَةِ، وَالْمَأْثَرَة السَّائِرَة، وَبِمِثْلِ هَذَا يُنَاطُ الذِّكْر الْجَمِيل عَلَى وَجْهِ الدَّهْرِ، وَيُخَلَّدُ الثَّنَاء الطَّيِّب عَلَى تَرَاخِي الأَحْقَاب
وَيُقَالُ فِي ضِدِّهِ فَعَلَ فُلان فِعْلا اِنْتَشَرَتْ لَهُ فِي النَّاسِ قَالَةٌ سَيِّئَة، وَاسْتَطَارَ بِهِ سَمَاع سُوء، وَشَاعَتْ لَهُ سُمْعَةٌ قَبِيحَةٌ، وَطَارَتْ لَهُ هَيْعَة مُنْكَرَة، وَاشْتَهَرَ بِهِ شُهْرَة فَاضِحَة، وَوَسَمَ جَبْهَته بِمِيسَم الْعَار، وَقَدْ اِتَّسَمَ بِهِ وَسْمَ سُوء، وَارْتَطَمَ بِهِ فِي مَرَاغَة الذَّمّ، وَأَصْبَحَ مُضْغَةً فِي أَفْوَاه الْقَارِضِينَ، وَغَرَضاً لِسِهَامِ الطَّاعِنِينَ.
وَإِنَّهُ لَرَجُلٌ مَشْنُوع، قَبِيح السُّمْعَةِ، قَبِيح الثَّنَاء، ذَمِيم الصِّيت، مَشْنُوء الذِّكْر، مَكْرُوه الأَفْعَالِ، مَذْمُوم الصِّفَاتِ، وَإِنَّهُ لَعُرَّة قَوْمه، وَشَيْن قَوْمه، وَإِنَّهُ لَعُرَّة مِنْ الْعُرَرِ.
وَهَذِهِ فَعْلَة شَنْعَاء، وَفَعْلَة شَنِيعَة، وَسَوْءَةٌ فَاضِحَة، وَإِنَّهَا لَمِنْ أَقْبَح الْمَخَازِي، وَمِنْ أَشْنَعِ الْفَضَائِح، وَهَذَا صَنِيع يَقْبُحُ فِي الْقَالَةِ، وَيُكْرَهُ فِي الذِّكْرِ، وَيُشْنَأُ فِي السَّمْعِ، وَإِنِّي أَرْغَبُ بِك عَنْ هَذَا الصَّنِيعِ، وَأَخَافُ عَلَيْك مِنْهُ سُوءَ السَّمَاعِ، وَأَخَافُ عَلَيْك قُبْح الأُحْدُوثَةِ، وَهَذَا أَمْر يَسُوءُ مَوْقِع الْقَوْلِ فِيهِ، وَأَمْر يَحْمِلُ عَلَيْك مَعَايِبه، وَيَنَالُكَ شَيْنه، وَيَنْتَشِرُ عَلَيْك بِهِ سُوءُ النَّبَأِ، وَهَذَا فِعْل يُطَوِّقُ فَاعِله الذَّمّ، وَيُقَلِّدُهُ قَلائِد الْخِزْي، وَيَغْمِسُهُ فِي الْفَضَائِحِ، وَيُلْزِمُهُ عَاراً لا يَمْحُوهُ كُرُور الأَيَّام وَلا يُنْسِيه تَعَاقُب الْحِدْثَانِ.
مصادر و المراجع :
١- نجعة الرائد وشرعة
الوارد في المترادف والمتوارد
المؤلف: إبراهيم
بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن جنبلاط بن سعد الْيَازِجِيّ
الْحِمْصِيّ نصراني الديانة (المتوفى: 1324هـ)
الناشر: مطبعة
المعارف، مصر
عام النشر: 1905
م
17 يوليو 2024
تعليقات (0)