المنشورات
(مسائل ابيذيميا)
السادسة يعرض في وقت نفوذ الحصى في الكلى أصعب الأوجاع وأشدها وأما في وقت تتولد سددا وورما فإنه إنما يعرض كأن ثقلا معلقا في موضع الكلى. لى لا دلالة أصح في التفريق بين وجع القولنج والكلى من أن يكون قد تقدم ذلك ثقل وتمدد بلا وجع في القطن مدة طويلة في ذلك الوقت الذي يريد أن يبول الحصى لا شيء تزيد في الوجع من أن تكون المعدة والأمعاء ممتلئة ففرغها بالقيء والإسهال واجعل الغذاء كثير الغذاء قليل الكمية لئلا يكون ضغط ولا تسقط القوة وقد يكون وجع شديد من امتلاء العروق من الدم وعلامة ذلك أن يكون الوجع شديدا مع خلاء المعدة والأمعاء وأن يكون التدبير قبل ذلك مولد الدم فافصد هؤلاء فإنه يسكن عنهم أكثر الوجع بعد مدة. قال: ويحدث في وجع الكلى خدر في الرجل المحاذية لتلك الكلية. لى هذا أيضا فرق بينه وبين القولنج وينبغي أن تحول جميع العلاجات إلى هاهنا. لى من رأيته يتولد في كلاه الحصاة واسع العروق كثير الدم فافصده من مابض الركبة ومن رأيته أبيض ناعم الجسم فاقصد القيء والتدبير الملطف والرياضة وأما الألوان فلا تلطف تدبيرهم جدا بل رطبهم ما أمكن وبردهم فإنهم إنما يتولد في هؤلاء من أجل الحرارة وفي الأبدان السمينة لأجل الرطوبات الغليظة. قال: إذا كان الفضل الذي يندفع إلى الكلى ليس بشديد اللزوجة حتى يلصق بالكلى لصوقا يعسر قلعه منه خرج ما جمد أولا فأولا فيصير منه الرسوب الرملي وإذا كان بالضد لم يخرج ولم يجتمع إليه شيء بعد شيء حتى يصير جملة عظيمة وغير هذه الحالة تحتاج إلى المدرة للبول لتقلع ذلك ما دام صغيرا وتنقى الكلى أكثر مما تحتاج إليه في حال بول الرمل.
بولس: يجب أن يؤخذ دم تيس فتي السن حين يبدأ العنب بزهر فيجفف ويسقى منه ملعقة مع درهم ميبختج. تياذوق قال: علامة وجع الكلى أن يعرف مكان الكلى وموضع الجرح فمن بال من ذكره قليلا وجرى بوله من الجرح كثيرا فإنه يدل على أنه سيعرض له رشح البول. قال: وإذا عرضت الكلية في هذا الجرح وتم ذلك فلا برءة له وأما إن ضاق خارجا ولم يلتحم داخلا فوسعه خارجا وضع الأدوية افعل ذلك مرتين وثلاثا وإياك والتواني عنه فإنا قد رأينا ما انشق مرتين ومن بعد شهر وشهرين فبرؤا. قال: وإذا عرضت حصاة أخرى بعد ذلك فاعلم أنها من الكلى لا من المثانة واحقن المثانة بالبورق ونحوه فإنه سيفتها ويخرج البول ولا يحقن بذلك إلا)
بعد سكون الورم والوجع فأما الحصاة في النساء فعلاجها علاج الذكور ولكن تحس الحصى من البكر في المقعدة والثيب في الرحم. لى الثقل يكون كأن شيئا معلقا من الكلى يكون حين يتولد السدد وحين يتولد الحصى والأورام والفرق بينهما أن مع الورم الحميات المختلطة ونافض وكثرة البول ودروره ومع السدد قلة البول وصفاؤه ومع الحصى صفاء البول ورملية فيه العلامة التي تطلب البطن يحتبس مع الحصى لا يجاع المعي ويهيج القيء لأنه إذا امتنع من أسفل صار إلى فوق.
تياذوق: علامة وجع الكلى أن تعرف مواضع الكلى حتى تبدر الحصى ثم حل الرطوبات ونقى الدم الجامد الذي يكون في الشق وأيضا يربط الرباط خلف الحصى لئلا ترجع إلى خلف وتمد الجلد إلى رأس القضيب وشده ليكون إذا فتحناه وجع الجلد ويغطي الجرح لى توهم هذا غلط وذلك أنه إذا يغطى الجراح منع سيلان الدم ولكن ليس بغلط لأن الصديد له مسيل إلى افطيلش قال: قد يعرض شرب المياه الكدرة ومن سوء الهضم فإن البول يكدر وإذا كدر البول رسب منه في قعر المثانة شيء بعد شيء والتحم بعضه على بعض وانطبخ بالحرارة فتحجر ولذلك يعرض للصبيان أكثر الكدر لتخليطهم وشربهم. قال: وقد ظن بعض الناس أن الحصاة تثبت لاصقة بالمثانة وليس كذلك لأنها ليست لاصقة بالمثانة البتة ولذلك تقع من مكان إلى مكان متى تجمعت وعظمت.
مصادر و المراجع :
١-الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م
عدد الأجزاء: 7
20 سبتمبر 2024
تعليقات (0)