المنشورات

أبيات في الصبر والشجاعة والكرم

قال عبد العزيز بن زرارة الكلبي - وقد كان في الجيش الذي بعثه معاوية بن أبي سفيان لغزو بلاد الروم سنة 49هـ فأوغلوا فيها حتى بلغوا القسطنطينية، فاقتتل المسلمون والروم قتالاً شديداً، ولم يزل عبد العزيز هذا يتعرض للشهادة وهو يقول هذه الأبيات، ثم حَمَلَ على من يليه فقتل خلقاً كثيراً وانغمس بينهم فشَجَره الرومُ برماحِهم فقتلوه؛ والأبيات:
قدْ عِشْتُ في الدَّهْرِ ألواناً عَلى طُرُقٍ ... شَتَّى وقاسَيْتُ فيها اللِّينَ والفَظَعا 

كُلاًّ بَلَوْتَ فلا النَّعْماءُ تُبْطِرُني ... ولا تَخَشَّعْتُ مِنْ لأوائِها جَزَعا
لا يَمْلؤ الهَوْلُ صَدْري قَبْلَ مَوْقِعه ... ولا أضيقُ بهِ ذَرْعاً إذا وَقَعا
على طرق يُروى: على خلق، والفظع: مصدر فَظُع الأمرُ فَظاعة: اشتدَّ وشَنُع وجاوز المِقدار، وتُبْطِرني: تحملني على البَطَرِ، وهو: الطُّغْيانُ في النّعمة، واللأواء: الشدّة والمَشَقّةُ وضيقُ العيش، وقوله: لا يملؤ الهول. . . البيت من أحسن ما قيل في الشجاعة وقال الحطيئة من أبيات يمدح بها بعض الأجواد:
فَتًى غَيْرُ مِفراحٍ إذا الخَيْرُ مَسَّهُ ... ومِنْ نائِباتِ الدَّهْرِ غَيْرُ جَزوعِ
وذاكَ فَتًى إنْ تاتِهِ في صَنيعةٍ ... إلى مالِهِ لا تأتِهِ بِشَفيعِ
الصنيعة: اسم لكل ما تسديه من إحسان يد وصلة معروف
وأنشدوا:
إذا اشْتَملَتْ على اليأسِ القُلوبُ ... وضاقَ بِما بهِ الصَّدْرُ الرَّحيبُ
وأوْطنَتِ المَكارِهُ واطْمَأنَّتْ ... وأرْسَتْ في مَكامِنِها الخُطوبُ
ولَمْ تَرَ لانْكِشافِ الضُّرِّ وَجْهاً ... ولا أغْنى بِحيلَتِه الأريبُ
أتاكَ على قُنوطٍ مِنْكَ غَوْثٌ ... يَمُنُّ بهِ اللَّطيفُ المُسْتَجيبُ
وكلُّ الحادِثاتِ وإنْ تَناهَتْ ... فَمَقْرونٌ بها الفَرَجُ القَريبُ
 










مصادر و المراجع :

١-الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع

المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ)

الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر

عدد الأجزاء: 2

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید