المنشورات
تهنئة مَنْ برأ من المرض
قال أبو تمام:
سُقْمٌ أتيحَ له بُرْءٌ فزَعْزَعَهُ ... والرُّمْحُ ينآدُ طَوْراً ثُمَّ يَعْتَدِلُ
قدْ حالَ لونٌ فردَّ اللهُ نضرتَهُ ... والنَّجْمُ يخمُدُ حيناً ثمَّ يَشْتَعِلُ
يقال: زَعْزَعَ الشيءَ: حرَّكه ليقلَعَه، والمراد هنا: دَفَعَه وأزاحَه، وينآد: يميل، وحال لونٌ: تغيَّر، والنُّضرة: الحسن والجمال
وقال أشجعُ بنُ عمرو السُّلَميُّ:
لَئِنْ جَرَحَتْ شكاتُك كُلَّ قلبٍ ... لقد قرَّتْ بِصحَّتِك العيونُ
وقيل لأعرابيٍّ بَرَأ مِنْ عِلَّته: الحمدُ للهِ الذي سلَّمك، فقال: أوَ يَسلم مَنْ الموتُ في عُنِقِه؟ وقد تقدم
وقال المتنبي:
المَجْدُ عُوفيَ إذْ عوفيتَ والكَرمُ ... وزالَ عنكَ إلى أعْدائِك الألَمُ
صَحَّتْ بِصِحَّتِك الغاراتُ وابْتَهَجَتْ ... بِها المَكارِمُ وانْهلَّتْ بِها الدِّيَمُ
وراجَعَ الشَّمسَ نورٌ كانَ فارقَها ... كأنّما فَقْدهُ في جِسْمها سَقَمُ
قوله: وزال عنك إلى أعدائك الألم: إنما هو خبر وليس دعاءً، يريد: أنّ أعداءه تُؤلمهم عافيتُه لعوده بعد ذلك إلى غزوهم، كما أشار إلى ذلك في البيت التالي. وانهلّت: سالت، والديم جمع ديمة وهي: المطر الدائم في سكون. يقول: كانت الغاراتُ على بلاد الروم قد انقطعت فلمّا شُفي وصحَّ اتصلت الغاراتُ عليها، فكأنّ الغارات كانت عليلةً بعِلّته ثم صحّت بصحّته، وسُرَّت المكارمُ بصحّته لأنه صاحبُها، وكانت الأمطار منقطعةً فلما شُفي صادف اتصالُها شفاءَه، ويقول في البيت الثالث: إن الشمس فقدت بهجتَها في عيون أوليائِه لاغْتِمامِهم لعلّته فلمّا شُفي عاد إليها حسنُها
مصادر و المراجع :
١-الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع
المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ)
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر
عدد الأجزاء: 2
9 نوفمبر 2024
تعليقات (0)